الأحد، 23 أكتوبر 2016

سرطانُ المعدة



 سرطانُ المعدة 

stomach cancer (gastric cancer) من أنواع السرطان الشائعة تقريباً.
تكون الأعراضُ الأوَّلية لسرطان المعدة مُبهمةً يَسهُلُ الخطأ بها، لتشابهها مع أعراض حالات أخرى أقلَّ خطورة. وهي تتضمَّن ما يلي:
الشعور المستمرّ بحرقة هضميَّة وعُسر هضم .
التجشُّؤ burping وإخراج الريح بشكلٍ متكرِّر.
الشعور بالامتلاء الشديد أو بالنفخة بعدَ تناول الطعام.
الشعور بألم مستمرّ في المعدة.
وقد تنطوي أعراضُ المراحل المتقدِّمة من سرطان المعدة على ما يلي:
ظهور براز في الدم أو يصبح لون البراز أسودَ.
فقدان الشهية.
نقص الوزن.
وبما أنَّ الأعراضَ المبكِّرة لسرطان المعدة مشابهة لأعراض الكثير من الحالات الأخرى، لذلك غالباً ما يستمرّ السرطان بالتقدُّم مع مرور الوقت حتى يجري تشخيصُه. وعليه، فمن الضروري أن يتحرَّى الطبيب عن الإصابة بسرطان المعدة عندَ ظهور أيِّ عَرَضٍ مُحتملٍ من أعراضه، وبأسرع وقتٍ ممكن.


الأشخاص المُعرَّضون للإصابة
ما زال السببُ الدقيق للإصابة بسرطان المعدة مجهولاً، رغم أنَّ الحالات التالية تكون أكثرَ عُرضة للإصابة به، مثل:
أن يكونَ الشخص ذكراً.
عمر الشخص 55 عاماً أو أكثر.
مدخِّن.
نظامه الغذائي قليل الألياف وغني بالأغذية الجاهزة أو باللحوم الحمراء.
نظامه الغذائي يحتوي على الكثير من الأغذية المالحة والمُخلَّلة.
مُصاب بعدوى في المعدة ناجمة عن جرثومة المحلزَنة البوَّابية Helicobacter pylori (H. pylori)

أنواع سرطان المعدة
توجد عدَّةُ أنواعٍ مختلفة لسرطان المعدة؛ فأكثر من 95% من سرطانات المعدة تظهر في خلايا بطانة المعدة، والتي تُعرَفُ بالسرطانات الغُدِّيَّة adenocarcinomas.
وتتضمَّن الأنواعُ الأقلّ شيوعاً من سرطان المعدة على لِمفومة المعدة lymphoma of the stomach، والتي تحدث في النسيج اللِّمفي lymphatic tissue؛ وأورام النسيج الهضمي (السَّدوي) gastrointestinal stromal tumours (GISTs) والتي تظهر في عضلات أو النسيج الضام لجدار المعدة.


المعالجة
لا يمكن تحقيقُ الشفاء الكامل في الكثير من حالات سرطان المعدة، إلاَّ أنَّه يمكن تخفيفُ الأعراض وتحسين نوعية الحياة باستعمال المعالجة الكيميائية والمعالجة الإشعاعية في بعض الحالات، بالإضافة إلى المعالجة الجراحيَّة.
إذا كانت هناك إمكانيةٌ لإجراء الجراحة، فإنَّ إجراءها سوف يؤدِّي إلى الشفاء من سرطان المعدة إذا كانت هناك إمكانيةٌ لاستئصال جميع الأنسجة السرطانية.
بعدَ استئصال المعدة gastrectomy. تبقى هناك إمكانيةٌ لتناول الطعام بشكلٍ طبيعي، ولكن ينبغي إجراء تعديل في أحجام الوجبات.
كما يمكن اللجوءُ إلى المعالجة الكيميائية قبلَ إجراء الجراحة للمساعدة على تقليص حجم الورم، وأحياناً بعدَ الجراحة للمساعدة على منع عودة الإصابة بالسرطان.


التعايش مع سرطان المعدة
قد يكون من الصعب التعايشُ مع سرطان المعدة ومع آثار العملية الجراحية، ولكن تتوفَّر مجموعةٌ من الخدمات التي يمكنها تقديم الدعم الاجتماعي والنفسي والمالي.


المآل
يعتمد مآلُ سرطان المعدة على عدَّة عوامل، والتي من ضمنها عمرُ الشخص وحالته الصحية ومدى انتشار السرطان (المرحلة التي وصل إليها السرطان).
وللأسف، فإنَّ سرطانَ المعدة لا يُكتَشف إلاَّ في مراحل متأخِّرة غالباً، لذلك فإنَّ مآلَه لا يكون جيداً مثلما هي الحالُ في بعض أنواع السرطانات الأخرى. ويمكن عرض إحصائيَّة للمصابين بسرطان المعدة كما يلي:
يعيش حوالى 42% من الأشخاص لمدة عامٍ على الأقلّ بعدَ تشخيص حالتهم.
يعيش حوالى 19% من الأشخاص لمدَّة 5 سنوات على الأقلّ بعد تشخيص حالتهم.
يعيش حوالى 15% من الأشخاص لمدة 10 سنوات على الأقلّ بعدَ تشخيص حالتهم

سرطانُ المريء



سرطانُ المريء

 oesophageal cancer هو من الأنواع غير الشائعة، ولكن الخطيرة، للأورام التي تُصيب المريء oesophagus (gullet).
المريءُ جزءٌ من الجهاز الهضمي. وهو أنبوب طويل يمرُّ من خلاله الطعام من الحلق إلى المعدة. ويقع الجزءُ العلوي من المريء خلف الرغامى، بينما ينزل الجزءُ السفلي منه عبرَ الصدر بين العمود الفقري والقلب.
لا يؤدي سرطانُ المريء إلى ظهور أيَّة أعراض في مراحله المبكِّرة عندما يكون حجمُ الورم صغيراً عادةً. ولكن، تبدأ الأعراضُ بالظهور عندما يكبر حجمُ الورم.
تُعدُّ صعوبةُ البلع (عُسر البلع dysphagia) أحدَ الأعراض الرئيسية لسرطان المريء. وقد تؤدي هذه المشكلة إلى حدوث نقص في الوزن، وهو عَرَضٌ شائعٌ آخر لهذه الحالة.
ينبغي مراجعةُ الطبيب عند حدوث مشاكل في البلع ونقص في الوزن. ورغم أنَّ ظهورَ هذه الأعراض لا يعني بالضرورة وجود إصابة بسرطان المريء، إلاَّ أنَّه من الضروري التحرِّي عن سببها.
يجب أن يعلمَ الطبيبُ تفاصيل التاريخ الصحي للشخص قبلَ فحصه سريريَّاً، لكشف أيَّة علاماتٍ غير طبيعيَّة، مثل وجود كتلة في البطن قد تُشيرُ إلى وجود ورم.
إذا استمرَّ اشتباهُ الطبيب بوجود سرطان المريء، فعليه إحالة الشخص لإجراء المزيد من الاختبارات.


أنواع سرطان المريء
يوجد نوعان رئيسيَّان لسرطان المريء، وهما:
·       السرطانة الحرشفيَّة الخلايا squamous cell carcinoma، والتي تتشكَّل في الجزء الأعلى من المريء. وهي تحدث عندما تتكاثر الخلايا الموجودة داخل بطانة المريء بشكلٍ غير طبيعي.
·       السرطانة الغدَّيَّة في المريء adenocarcinoma of the oesophagus، والتي تتشكَّل في الجزء السفلي من المريء. وتحدث عندما تتكاثر الخلايا الموجودة داخل الغدد المخاطية التي تُبطِّن المريء بشكلٍ غير طبيعي. والغددُ المخاطيَّة تنتج مادةً مُزلِّقة تساعد على انزلاق الطعام عبر المريء بسهولةٍ أكبر.


مدى انتشار سرطان المريء
يُعدُّ سرطانُ المريء من الحالات غير الشائعة، إلاَّ أنَّه ليس نادراً؛ فترتيبُه هو التاسع بين أنواع السرطانات في المملكة المتحدة مثلاً.
يعدُّ سرطانُ المريء أكثرَ شيوعاً عند الأشخاص الذين تجاوزت أعمارهم 60 عاماً، ويكون متوسطُ عمر الأشخاص الذين تُشخَّص إصابتهم بهذه الحالة هو 72 عاماً. كما أنَّ نسبة إصابة الرجال بهذه الحالة أكبر من نسبة إصابة النساء.
يُعدُّ التدخينُ وتناول الكحول من أهم عوامل خطر الإصابة بسرطان المريء، وخصوصاً إذا كان الشخص المُدخِّن يتناول الكحول أيضاً. وتكون نسبة إصابة الأشخاص الذين يتناولون الكحول ولا يُدخِّنون أربعةَ أضعاف نسبة الأشخاص الذين لا يتناولون الكحول، كما أنَّ نسبةَ إصابة الأشخاص المدخنين ولا يتناولون الكحول تكون ضعفي نسبة إصابة الأشخاص العاديين.
تكون نسبةُ إصابة الأشخاص المدخنين ويتناولون الكثير من الكحول بسرطان المريء أكبرَ بثماني مرَّات من الأشخاص غير المدخنين والذين لا يتناولون الكحول.


معالجة سرطان المريء
لا يُسبِّبُ سرطانُ المريء ظهور أيَّة أعراض واضحة عادةً إلى أن ينتشرَ خارج المريء وإلى الأنسجة المجاورة. ولهذا السبب، فقد تكون معالجتُه أكثر صعوبةًً مقارنةً بمعالجة الأنواع الأخرى من السرطان. ولكن، يكون مآل الحالة أفضل بكثير إذا شُخِّصَت وعُولجَت في مرحلةٍ مبكرة، أو عندما يكون الشفاء ممكناً.
وتنطوي محاولةُ معالجة سرطان المريء على استعمال شوطٍ من المعالجة الكيميائية (بالإضافة إلى معالجةٍ إشعاعية في بعض الحالات)، يتبعها إجراء عملية جراحيَّة لاستئصال الجزء المُصاب من المريء.
وإذا لم يكن بالإمكان معالجة الحالة، فيمكن تخفيفُ الأعراض وإبطاء انتشار السرطان باستعمال توليفة من المعالجة الكيميائية والإشعاعية والجراحيَّة.


المساعدة والدعم
يُعدُّ تشخيصُ سرطان المريء من التحدِّيات الصعبة عند معظم الأشخاص. وهناك عدَّةُ طرق يمكن من خلالها إيجاد الدعم لمساعدة الشخص على التكيُّف، رغم عدم إمكانيَّة استعمال جميع الطرق عندَ جميع الأشخاص

سرطانُ المرارَة



سرطانُ المرارَة



يُعدُّ سرطانُ المرارَة أو الحُويصلة الصفراويَّة gallbladder cancer من الأنواع النادرة جداً للسرطان، وهو يشتمل على أنواع مُختلِفة استِناداً إلى الخلايا المُصابة، ولكن يأتي حوالي 85 في المائة من سرطان المرارة على شكل سرطانة غدِّية adenocarcinoma، أي أنَّ السرطانَ يبدأ في الخلايا الغدّية التي تُبطِّن المرارة.
يُسمَّى السرطانُ الذي يبدأ في الخلايا الحرشفيَّة التي تُبطِّنُ المرارة سرطان الخليَّة الحرشفيَّة squamous cell cancer.
يعدُّ سرطانُ المرارة عند النِّساء أكثرَ شيوعاً بالمُقارنةِ مع الرِّجال، حيث تُشخَّص حالةٌ واحدة تقريباً من كل 10 حالات عند النِّساء، كما يشيع عند كِبار السنّ أيضاً، خصوصاً من تجاوزوا 70 عاماً من العُمر

المرارة
المرارةُ هي عضوٌ صغير على شكل حبَّة الفاصولياء تتوضَّع تحت الكبِد، وتنطوي وظيفتُها الرئيسيَّة على تخزين الصفراء bile وتكثيفِها.
الصفراءُ هي سائِلٌ يُنتِجه الكبِد، ويُساعِد على هضم الدُّهون؛ وهي تمرّ من الكبد عبر سلسلةٍ من القنوات (القنوات الصفراويَّة bile ducts) إلى وف المرارة، حيث يجري تخزينها.
مع مُرور الوقت، يزداد تركيزُ الصفراء ممَّا يزيد من فعَّاليتها في هضم الدُّهون، وتُفرِزُ المرارة الصفراءَ إلى الجهاز الهضميّ عند الحاجة إليها.
تُعدُّ المرارةُ من الأعضاء النافِعة، ولكنها ليست أساسيَّة، أي يُمكن استئصالها بشكلٍ آمنٍ ومن دون أن يُؤثِّرَ هذا كثيراً في قُدرة الإنسان على هضم الطعام.


أعراض سرطان المرارة
لا يُسبِّبُ سرطانُ المرارة أعراضاً في مراحِله المُبكِّرة، ويعني هذا أنَّ الإصابةَ تُشخَّص في مراحل مُتقدِّمة من السرطان.
تشتمل الأعراضُ التي تظهر في مرحلة مُتقدِّمة من سرطان المرارة على:
• ألم في البطن.
• شُعور بالتوعُّك والغثيان.
• يرقان jaundice (اصفرار الجلد وابيضاض العينين).
يُمكن أن ترتبِطَ هذه الأعراضُ بعددٍ من الحالات الأخرى من غير سرطان المرارة؛ ولكن إذا ظهرت تلك الأعراض، تجِبُ استِشارة الطبيب للتحرِّي عن السبب الحقيقيّ.
تنطوي الأعراضُ الأخرى المُحتَملة لسرطان المرارة على ضعف الشهيَّة ونقص مجهول السبب في وزن الجسم وانتِفاخ المعِدة.


أسباب سرطان المرارة
عندَ الإصابة بسرطان المرارة، تبدأ خلايا غير طبيعيَّة بالنمو في المرارة، ولا يُعرف السبب في هذا، ولكن يُعتَقد أنَّ أشياء مُعيَّنة تزيدُ من فُرص الإصابة بهذه الحالة.
يعدُّ سرطانُ المرارة أكثرَ شيوعاً عندَ كِبارِ السنّ، أي أنَّ فُرصَ الإصابة تزداد مع تقدُّم الإنسان في العُمر.
يُعتَقد أنَّ العوامِلَ المتعلِّقة بأسلوب الحياة، مثل البدانة والتدخين والنِّظام الغذائيّ غير الصحِّي، تزيدُ من خطر الإصابةِ بسرطان المرارة، ولكن لا تُوجد أدلَّة كافِية تُبيِّنُ صِلةً وثيقةً بين النِّظام الغذائيّ وسرطان المرارة.
كما يُوجد عددٌ من الحالات التي يُمكنها أن تزيد من خطر الإصابة بسرطان المرارة أيضاً، مثل حصيات المرارة gallstones والتِهاب المرارة cholecystitis والسكَّري.


تشخيص سرطان المرارة
عندما يشتبِهُ الطبيبُ بسرطان المرارة بعدَ الفحص، قد يُحيل الشخصَ إلى اختِصاصيّ الجهاز الهضميّ، الذي سيقوم بدوره بطلب معلوماتٍ حول التاريخ الطبِّي وبفحص الحالة لمعرفة ما إذا كان هناك تورُّم في الغدد اللمفيَّة lymph glands في العُنق والمنطقة المغبنيَّة (أعلى الفخذ).
كما قد يخضع الشخصُ إلى بعض الفُحوصات الأوليَّة أيضاً، مثل:
• اختبارات للدَّم.
• التصوير بالأمواج فوق الصوتيَّة ultrasound scan.
• التصوير المقطعيّ المُحوسَب computerized tomography scan.
إذا بيَّنت هذه الفُحوصاتُ أيّ شيءٍ غير طبيعيّ في المرارة أو حولها، قد يحتاج الأمرُ إلى المزيد من الفُحوصات لتأكيد الإصابة بسرطان المرارة، وتنطوي هذه الفُحوصات الإضافيَّة على:
• تصوير البنكرياس والقنوات الصفراويَّة التنظيري بالطريق الراجِع endoscopic retrograde cholangiopancreatography (ERCP).
• تصوير البنكرياس والقنوات الصفراويَّة بالرَّنين المغناطيسيّ magnetic resonance cholangiopancreatography   (MRCP).
• الخزعة biopsy والشفط بالإبرة الرفيعة fine needle aspiration (FNA).


عِلاجُ سرطان المرارة
يقوم العِلاجُ الرئيسيّ لسرطان المرارة على الجِراحة لاستِئصال المرارة، وربَّما استِئصال بعضٍ من النسج المُحِيطة بها؛ كما يُمكن استخدامُ العلاج الكيميائيّ والعلاج بالأشعَّة في بعض الأحيان أيضاً، وذلك إمَّا وحدهما أو مع الجراحة.
يستنِد برنامجُ المُعالجة إلى أفضل طريقة تُناسِب المريض شخصياً، وذلك من خلال التالي:
• نوع سرطان المرارة الذي أصاب الشخص.
• المرحلة التي وصل إليها السرطان.
• المستوى العام لصحَّة الشخص.
ترتبِطُ فُرصُ البقاء على قيد الحياة بالدرجة التي وصل إليها السرطانُ من الاستِفحال عند تشخيص الإصابة؛ فمثلاً، إذا كانت الخلايا السرطانيَّة مُقتصِرةً على بِطانة المرارة، تكون فُرصُ العيش لأكثر من 5 سنوات جيِّدةً (حوالي 80 في المائة)؛ ولكن إذا انتشرَ السرطان إلى النسج المُحِيطة أو إلى العقد اللمفيَّة، ستكون فُرصُ العيش لخمس سنوات على الأقلّ مُنخفِضة جداً (30 في المائة)

سرطانُ الكبِد الأوَّلي



سرطانُ الكبِد الأوَّلي

 primary liver cancer هُو نوعٌ غير شائِع، ولكنه خطير، للسرطان، يبدأ في الكبِد، أي أنَّه يختلِفُ عن سرطان الكبِد الثانويّ secondary liver cancer الذي يحدُث عندما يُصاب جزءٌ آخر من الجسم بالسرطان أوَّلاً، ثُمَّ ينتقِلُ إلى الكبِد.


العلامات والأعراض
تكُون أعراضُ سرطان الكبِد غامِضةً عادةً، ولا تظهر إلى أن يصِلَ السرطانُ إلى مرحلةٍ مُتقدِّمة، ويُمكن أن تنطوي على:
• نقص في وزن الجسم من دون سببٍ واضِحٍ.
• ضعف الشهيَّة.
• الشعور بالتُّخمة بعدَ الأكل، حتى إن كانت الوجبة صغيرةً جداً.
• الشعور بالتوعُّك وبالحاجة إلى التقيُّؤ.
• ألم أو تورُّم في البطن.
• اليرقان jaundice (اصفِرار الجلد وبياض العينين).
• حكَّة في الجلد.
• الشعور بالتَّعب الشديد والضعف.
يجِبُ استِشارةُ الطبيب عند مُلاحَظة أيّ من الأعراض المذكورة آنفاً، رغم أنَّها قد تكون ناجِمةً عن حالاتٍ أكثر شُيوعاً مثل العدوى.
كما يجِبُ استِشارةُ الطبيب أيضاً إذا كانت هناك إصابةٌ سابِقة بحالةٍ تُعرَف بتأثيرها في الكبِد، مثل تشمُّع أو تندُّب الكبِد cirrhosis، أو التِهاب الكبِد سي hepatitis C، أو تدهور مُفاجئ في الصحَّة.


ما الذي يُسبِّبُ سرطان الكبِد؟
لا يُعرَف السَّببُ الدَّقيق لسرطان الكبد، ولكن تترافق مُعظمُ الحالات مع ضرر وتندُّب في الكبِد يُعرَف باسم تشمُّع الكبِد.
هناك عددٌ من الأسباب المُختلِفة لتشمُّع الكبِد، مثل شرب كمياتٍ كبيرةٍ من الكُحول خلال سنواتٍ عديدةٍ، أو الإصابة بالعدوى الفيروسيَّة لالتِهاب الكبد بي أو التِهاب الكبِد سي منذ فترةٍ طويلةٍ.
كما يُعتَقد أنَّ خطرَ سرطان الكبِد قد يزداد أيضاً بسبب البدانة والنِّظام الغذائيّ غير الصحِّي، لأنَّهما يُمكن أن يُؤدِّيا إلى مرض الكبِد الدُّهني غير الكُحولي non-alcoholic fatty disease.
يُساعِد عدمُ مُعاقرة الخمرة وتناوُل الطعام الصحِّي ومُمارسة التمارين بشكلٍ مُنتظَمٍ، واتِّخاذ خطوات للتقليلِ من خطر الإصابة بعدوى التِهاب الكبد ب وسي، على التقليل بشكلٍ ملحُوظٍ من خطر الإصابة بسرطان الكبِد.
ما الذي يُسبِّبُ سرطان الكبِد؟


من يُصاب بسرطانِ الكبِد؟
يزداد خطرُ هذا النَّوع من السرطان عندَ الأشخاص الذين لديهم عوامِلُ خطر للحالة، مثل العُمر، حيث يكون حوالي 8 من كل 10 أشخاص شُخِّصَت إصابتُهم بالحالة، في عُمر 60 عاماً وأكبر، بالرغم من أنَّ سرطانَ الكبِد يُصيبُ من هُم أصغر سنَّاً أيضاً؛ كما ينال الرِّجالُ حصَّة الأسد أيضاً من هذا المرض، حيث تصل نسبتُهم إلى حوالي رجلين لكل 3 حالات.


التشخيص والتحرِّي
تُشخَّصَ الإصابةُ بسرطان الكبِد عادةً بعدَ خُضوع الإنسان إلى المزيد من الفُحوصات في المُستشفى، مثل تصوير الكبِد، ولذلك من المهمّ أن يلتزِم من يُواجِهون زِيادةً في خطر هذه الحالة، مثل مرضى تشمُّع الكبِد، بفُحوصات المُراقبة المُنتظَمة، فالتشخيصُ المُبكِّر يزيد من فعَّالية المُعالَجة.


علاج سرطان الكبِد
تعتمِدُ مُعالجةُ سرطان الكبِد على المرحلة التي وصلت إليها الحالة، وما إذا جرى تشخيصها مُبكِّراً، فربَّما يُصبِح في مقدور الأطبَّاء استئصال السرطان بشكلٍ كامِلٍ.
تنطوي طُرقُ مُعالجة المراحل المُبكِّرة لسرطان الكبِد على:
• الاستئصال الجراحيّ surgical resection، أي استئصال قسم من الكبِد جراحياً.
• زراعة الكبِد، حيث يُستبدَل الكبِدُ بواحِدٍ من مُتبرِّعٍ.
استئصال الخلايا السرطانيَّة بالتردُّد الراديوي أو الأمواج المِكرويَّة microwave or radiofrequency ablation.
يجب التنويهُ إلى أنَّ نسبةً صغيرةً من حالات سرطان الكبِد تُشخَّص في مرحلةٍ تكون طُرقُ المُعالجة مُناسِبةً فيها، حيث تُشخَّص مُعظمُ الحالات في مرحلةٍ انتشرَ فيها السرطان بشكلٍ يصعب جداً استئصالُه أو القضاء عليه بشكلٍ كامِلٍ.
وفي هذه الحالات، تُستخدَم طُرقُ مُعالجة، مثل العلاج الكيميائيّ chemotherapy، لإبطاء انتشار السرطان والتخفيفِ من الأعراض كالألم والانزِعاج.

المآل
نظراً إلى أنَّ اكتشافَ سرطان الكبِد يحدُث غالباً في مرحلة مُتقدِّمة، يعيش حوالى مريض واحد فقط من كل 5 مرضى لعامٍ واحِدٍ على الأقلّ من بعد تشخيص الحالة، ويعيش 1 فقط من كل 20 شخصاً لخمس سنوات أخرى على الأقلّ.
الكبِد
يُعدُّ الكبِدُ من أكثر الأعضاء تعقيداً في بدن الإنسان، فهو يقُوم بالمئات من الوظائف المُختلِفة، وينطوي أهمَّها على:
• هضم البروتينات والدُّهون.
• التخلُّص من السموم في البدن.
• المُساعدة على ضبط تخثُّر الدَّم.
• إفراز الصفراء bile التي تُفكِّكُ الدُّهون، وتُساعِد على الهضم.
يُمكن لسرطان الكبِد أن يُعرقِلَ هذه الوظائِف، ويمنع إنجازها بشكلٍ كامِلٍ.

سرطانُ القنوات الصفراويَّة



سرطانُ القنوات الصفراويَّة 

أو سرطانُ الأقنية الصفراويَّة Bile duct cancer (cholangiocarcinoma) من الأنواع النادرة والهجوميَّة للسرطان.
تتألف جملةُ القنوات الصفراوية bile duct system أو الجهاز الصفراوي "biliary" system من سلسلةٍ من الأنابيب التي تبدأ في الكبد، وتنتهي في الأمعاء الدقيقة. والصفراءُ bile هي سائلٌ يستعمله الجهازُ الهضمي للمساعدة على تفكيك الدهون وهضم الطعام.


أعراض سرطان القنوات الصفراوية
لا يُسبِّبُ سرطانُ القنوات الصفراوية ظهورَ أيَّة أعراض عادةً، ما لم يتوقف جريانُ الصفراء من الكبد.
وفي معظم الحالات، تكون الحالةُ قد وصلت إلى مرحلةٍ متقدِّمة في ذلك الوقت.
يؤدِّي الانسدادُ أو العرقلة إلى عودة الصفراء إلى الدم وأنسجة الجسم، ممَّا يؤدِّي إلى ظهور الأعراض التالية:
* اليرقان jaundice. يحدث اصفرارٌ في الجلد وبياض العينين، مع الشعور بحِكَّةٍ جلدية وشحوب في لون البراز وتلوُّن البول بلونٍ داكن.
* نقص غير مقصود للوزن.
* ألم في البطن. يشعرُ معظمُ الأشخاص بألمٍ كليلٍ dull ache في أعلى الجهة اليمنى من البطن (المعدة).
* ارتفاع درجة حرارة الجسم (الحمى) إلى درجة 38 درجة مئوية أو أكثر، مع حدوث ارتعاش shivering.
* فقدان أو نقص الشهية.


متى ينبغي طلبُ المساعدة الطبية
يجب مراجعةُ الطبيب عند الإصابة باليرقان دائماً. وفي حين أنَّه من الأرجح ألاَّ تكونَ الإصابةُ باليرقان ناجمةً عن سرطان القنوات الصفراوية، لكنَّه قد يكون مؤشِّراً على الإصابة بمشكلةٍ كامنةٍ في الكبد، مثل التهاب الكبد hepatitis


أسباب سرطان القنوات الصفراوية
ما زال السببُ الدقيق لسرطان القنوات الصفراوية مجهولاً، رغم أنَّ بعضَ العوامل قد تزيد من خطر حدوث الإصابة بهذه الحالة.
يبدأ السرطان بحدوث تغيُّرٍ (طفرة mutation) في بنية الحمض النووي الوراثي DNA الموجود في الخلايا، ممَّا قد يؤثِّرَ في نموِّها. ويعني ذلك أنَّ الخلايا تنمو وتتكاثر بطريقةٍ غيرَ مُسيطرٍ عليها، ممَّا يؤدِّي إلى تشكُّل كتلةٍ نسيجيةٍ تسمَّى الورم tumour.
إذا تُركَت هذه الحالةُ (التكاثر الخلوي غير المنضبط) من دون علاج، فإنَّها قد تنمو وتنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم، إمَّا بشكلٍ مباشرٍ أو من خلال الدم والجهاز اللمفي lymphatic system.
ازدياد الخطر
هناك عدَّةُ عوامل تزيد من خطر الإصابة بسرطان القنوات الصفراوية. وفيما يلي عرضٌ لبعضٍ منها:
العمر
تزداد فرصُ الإصابة بسرطان القنوات الصفراوية مع التقدُّم بالعمر؛ فمعظمُ الأشخاص المصابين بهذه الحالة قد تجاوزت أعمارهم 65 عاماً.
التِهابُ القنوات الصفراوية الأوَّلي المُصَلِّب
يُعدُّ التِهابُ القنوات الصفراوية الأوَّلي المُصَلِّب primary sclerosing cholangitis (PSC) من الأمراض الكبديَّة النادرة التي تُسبِّبُ التهاباً مزمناً في الكبد.
تُصيبُ هذه الحالةُ الأشخاصَ الذين تتراوح أعمارهم بين 30-50 عاماً عادةً. وقد تصل نسبةُ الأشخاص المصابين بالتهاب القولون التقرُّحي ulcerative colitis، والذين تتزامن إصابتهم مع الإصابة بالتِهاب القنوات الصفراوية الأوَّلي المُصَلِّب، إلى 10%.
تتراوح نسبةُ الإصابة بسرطان القنوات الصفراوية بين 10-20% تقريباً من الأشخاص المصابين بالتِهاب القنوات الصفراوية الأوَّلي المُصَلِّب. ويُعتَقدُ أنَّ خطرَ حدوث الإصابة بهذا السرطان يزداد عند الأشخاص المدخِّنين والمصابين بهذا المرض في الوقت نفسه.
شذوذات القنوات الصفراوية
قد يكون لدى بعض الأشخاص أكياسٌ مملوءةٌ بسائلٍ (كيسات) في القنوات الصفراويَّة. وتكون هذه الأكياسُ خِلقيَّةً عادةً، أي أنَّها موجودةٌ منذ الولادة.
وأكثر عيوب القنوات الصفراوية شيوعاً هي كيسات قناة الصفراء choledochal cysts ومرض كارولي caroli's disease، ولكنَّ الإصابةَ بإحدى الحالتين نادرةٌ جدَّاً.
قد تصل نسبةُ سرطان القنوات الصفراوية إلى 20% عند الأشخاص الذين لم تُستأصل تلك الكيساتُ من قنواتهم الصفراويَّة.
الحصيات الصفراوية
تشبه الحصياتُ الصفراوية biliary stones حصيات المرارة gallstones، باستثناء أنَّها تتشكَّل داخل الكبد بدلاً من أن تتشكَّلَ داخل المرارة.
ومن النادر حدوثُ الحصيات الصفراويَّة في غربي أوروبا، ولكنَّها شائعةٌ نسبيَّاً في أجزاء من آسيا، كاليابان وتايوان. وتُشير التقديراتُ إلى أن نسبةَ الإصابة بسرطان القنوات الصفراوية قد تصل إلى 10% عند الأشخاص المصابين بالحصيات الصفراوية.
العدوى الطفيلية
تُعدُّ الديدانُ المثقوبة الكبدية liver flukes من الحشرات الطفيلية المعروفة بأنَّها تزيد من خطر حدوث سرطان القنوات الصفراوية . ويمكن أن يُصابَ الشخصُ بهذه العدوى من خلال تناول الأسماك الملوَّثة ببيوض ديدان المثقوبة الكبدية وغير المطبوخة جيِّداً.
تعدُّ عدوى ديدان المثقوبة الكبدية مشكلةً في قارتي آسيا (وخصوصاً في تايلند) وأفريقيا فقط عادةً، حيث تكون هذه الديدانُ أكثرَ انتشاراً.
التعرُّض للسموم
من المعروف أنَّ التعرُّضَ لسموم كيميائيَّة معيَّنة يزيد من خطر الإصابة بسرطان القنوات الصفراوية؛ فمثلاً، تزداد فرصةُ الإصابة بسرطان القنوات الصفراوية عندَ التعرُّض لمادَّة كيميائية تُسمَّى ثوروتراست thorotrast. وقد كانت هذه المادةُ تُستَعملُ على نطاقٍ واسعٍ في التصوير الشعاعي إلى أن حُظرَ استعمالُها خلال ستِّينيات القرن الماضي بعدَ معرفة خصائصها الخطيرة بشكلٍ كامل.
وتوجد سمومٌ أخرى قد تزيد من فرص الإصابة بسرطان القنوات الصفراوية، وهي تشتملُ على ما يلي:
* الأسبستوس أو الأسبست (الأَميَانت) asbestos. مادَّة مقاومة للحريق، كانت تُستَعملُ على نطاقٍ واسع في البناء والصناعات، ولكن يُحظر استعمالُها في المملكة المتحدة وفي غيرها الآن.
* مركبات ثنائيَّات الفينيل متعدِّدة الكلور polychlorinated biphenyls (PCBs). موادّ كيميائية كانت تُستَعمل في التصنيع والبناء، كما هي الحالُ في الأسبستوس، وكذلك فإنَّ استعمالَها محظورٌ في المملكة المتحدة وغيرها الآن.
عوامل أخرى
ترتبط العواملُ اللاحقة بازدياد مخاطر الإصابة بسرطان القنوات الصفراوية، لكن ما زالت هناك ضرورةٌ لإجراء المزيد من الدراسات عليها، ومن هذه العوامل:
* التهاب الكبد الفيروسي بي hepatitis B والتهاب الكبد الفيروسي سي hepatitis C.
* تشمُّع الكبد cirrhosis (تندُّب الكبد scarred liver)، وذلك نتيجة إدمان الكحول.
* عدوى فيروس العوز المناعي البشري المكتسب (الإيدز).
* داء السكري.
* البدانة.
* التدخين.


أنواع سرطان القنوات الصفراوية
يوجد نوعان رئيسيَّان من سرطان القنوات الصفراوية، وذلك وفقاً لمكان بدء الإصابة بالسرطان:
* السرطان الذي يبدأ في القنوات الصفراوية الموجودة داخل الكبد، ويُعرَف باسم سرطان القنوات الصفراوية داخل الكبد intrahepatic bile duct cancer.
* السرطان الذي يبدأ في القنوات الصفراوية الموجودة خارج الكبد، ويُعرَف باسم سرطان القنوات الصفراوية خارج الكبد extrahepatic bile duct cancer


تشخيص سرطان القنوات الصفراوية
قد يكون تشخيصُ سرطان القنوات الصفراوية من الأمور الصعبة. ولذلك، يمكن أن تكونَ هناك ضرورةٌ لإجراء عدة اختباراتٍ قبل التوصُّل إلى التشخيص الدقيق عادةً.
الاختبارات الدموية
قد تقوم الخلايا السرطانية، عندَ وجود إصابة بسرطان القنوات الصفراوية، بتحرير موادّ كيميائية معينة يمكن اكتشافُها بالاختبارات الدمويَّة، حيث إنَّها تُعرَفُ بالواسمات الورمية tumour markers.
لكنَّ هذه الواسمات قد تكون ناجمةً عن حالاتٍ أخرى أيضاً. ولا تعني نتيجةُ فحص الدم الإيجابية بالضرورة وجودَ سرطان القنوات الصفراوية، كما أنَّ نتيجةَ فحص الدم السلبية لا تعني دائماً عدمَ وجود السرطان.
الإجراءات التصويرية
يمكن استعمالُ عدَّة طرق للتصوير لمعرفة معلوماتٍ أكثر عن حالة الطرق الصفراوية، وللتحرِّي عن وجود كتلٍ أو عيوبٍ أخرى قد تكون ناجمةً عن الإصابة بالسرطان. وتشتمل طرقُ التصوير هذه على ما يلي:
* التصوير بالأمواج فوق الصوتية ultrasound scan. تُستعملُ موجاتٌ صوتية مرتفعة التردُّد لتكوين صورةٍ عن الجزء الداخلي من الجسم.
* التصوير المقطعي المحوسبcomputer tomography (CT) scan. تُؤخذ سلسلةٌ من صور الأشعة السينية للكبد، ويُستَعملُ جهازُ الكمبيوتر لتجميعها في صورةٍ ثلاثية الأبعاد أكثر تفصيلاً.
* التصوير بالرنين المغناطيسي magnetic resonance imaging (MRI) scan. يستعملُ حقلٌ مغناطيسيٌّ قويٌّ وموجات راديويَّة لإنتاج صورةٍ للجزء الداخلي من الكبد.
تَصوير القنوات الصفراوية والبَنكرياس التّنظيري بالطّريق الرّاجِع
يسمح تَصوير القنوات الصفراوية والبَنكرياس التّنظيري بالطّريق الرّاجِع endoscopic retrograde cholangio-pancreatography (ERCP) بإظهار القنوات الصفراوية بشكلٍ أكثر وضوحاً من التصوير العادي بالأشعة السينية.
تُحقنُ صبغةٌ خاصة، ثمَّ يُستَعملُ ماسحٌ ضوئيٌّ بالأشعة السينية لتوجيه المنظار الداخلي الذي يُدخَلُ عبرَ الحلق نحوَ القنوات الصفراوية. وقد يكتشفَ المنظار الداخلي وجودَ انسدادٍ في القنوات الصفراوية، والذي قد يكون ناجماً عن سرطان القنوات الصفراوية.
يمكن إدخالُ أنبوبٍ شبكيٍّ سلكيٍّ قصير يُسمَّى الدعامة (القالب) stent نحوَ الشريان خلال العملية أيضاً، حيث تبقى الدعامةُ في مكانها بشكلٍ دائم، ممَّا يُتيح للدم الجريان بحريَّةٍ أكبر.
التنظير المقرِّب
يُعدُّ التنظيرُ المقرِّب spyglass شكلاً مطوَّراً من تَصوير القنوات الصفراوية والبَنكرياس التّنظيري بالطّريق الرّاجِع، حيث ينطوي على تمرير منظار متخصِّص نحوَ القنوات الصفراوية للتحرِّي عن وجود عيوب. كما أنَّه يُمكِّنُ من الحصول على خزعةٍ للدراسة.
تصوير القنوات الصفراوية عبرَ الكبد عن طريق الجلد
يُجرى تصوير القنوات الصفراوية عبرَ الكبد عن طريق الجلد percutaneous transhepatic cholangiography(PTC) للحصول على صورٍ مفصَّلة بالأشعة السينية للقنوات الصفراوية.
تُخدَّرُ جهةُ البطن التي سيُجرى من خلالها التصوير باستعمال مخدِّرٍ موضعي، ثمَّ تُحقن مادَّةٌ صبغيَّةٌ خاصة يمكن مشاهدتها في صورة الأشعة السينية من خلال الجلد في القناة الكبدية liver duct.
وكما هي الحالُ عندَ إجراء تَصوير القنوات الصفراوية والبَنكرياس التّنظيري بالطّريق الرّاجِع، فإنَّه يمكن إدخالُ دعامة في أثناء القيام بهذا الإجراء. يُعدُّ تَصويرُ الأقنيَة الصَّفراويَّة والبَنكرياس التّنظيري بالطّريق الرّاجِع وتصوير الأقنية الصفراوية عبرَ الكبد عن طريق الجلد طريقتين مفيدتين للكشف عن أيِّ انسدادٍ في القنوات الصفراوية، والذي قد يكون ناجماً عن سرطان القنوات الصفراوية.
أخذ الخزعة
إذا أشارت صورُ الأشعة إلى احتمال وجود سرطان القنوات الصفراوية، فقد تُؤخذُ خزعةٌ لتأكيد التشخيص.
تُؤخذُ عيِّنةٌ نسيجيَّةٌ صغيرةٌ من الجسم، وتُفحَصُ تحت المُجهِرِ لتمييز الخلايا السرطانية.
تُؤخَذُ الخزعة عادةً خلال تَصوير القنوات الصفراوية والبَنكرياس التّنظيري بالطّريق الرّاجِع أو تصوير القنوات الصفراوية عبرَ الكبد بطريق الجلد. وبالإضافة إلى أخذ عينات من الصفراء ونسيج القناة الصفراوية، يمكن أخذُ عيناتٍ من العقد اللمفية المجاورة، وذلك للتحرِّي عمَّا إذا كان السرطانُ قد انتشرَ من القنوات الصفراوية إلى الجهاز اللمفي lymphatic system


تصنيف المراحل
يُعدُّ نظامُ التصنيف العددي number staging system الطريقةَ الأكثر شيوعاً التي تُستَعملُ لتصنيف مراحل الإصابة بسرطان القنوات الصفراوية، حيث تُصنَّف المراحل كما يلي:
* المرحلة 1أ stage 1A. يكون السرطانُ مقتصراً على القناة الصفراوية.
* المرحلة 1ب stage 1B. يبدأ السرطانُ بالانتشار خارجَ جدران القناة الصفراوية، دون الوصول إلى الأنسجة المحيطة أو العقد اللمفية.
* المرحلة 2. يكون السرطانُ فيها قد انتشرَ إلى الأنسجة القريبة، كالكبد، ولكنه لم ينتشر إلى العقد اللمفية بعدُ.
* المرحلة 3. يكون السرطانُ فيها قد انتشر إلى العقد اللمفية والأوعية الدموية الرئيسية التي تغذِّي الكبد.
* المرحلة 4. يكون السرطان فيها قد انتشر إلى أعضاءٍ بعيدة، كالرئتين.


معالجة سرطان القنوات الصفراوية
لا يمكن الشفاءُ من معظم حالات سرطان القنوات الصفراوية، إلاَّ أنَّ الهدفَ الأكثر شيوعاً للمعالجة هو تخفيف الأعراض.
فريق معالجة السرطان
قد يجري تحويلُ الحالة إلى فريقٍ خبير متخصِّص بمعالجة المشاكل الكبدية الصفراوية، وذلك نظراً لندرة الإصابة بسرطان القنوات الصفراوية.
يقوم فريقٌ متعِّدد الاختصاصات بمساعدة المريض على اتخاذ قرار العلاج، حيث إنَّ القرارَ النهائي يكون للمريض. ويمكن أن يتضمَّن الفريقُ المعالج الاختصاصات التالية:
* طبيب متخصِّص بجراحة الكبد، وهو طبيبٌ متخصصٌ في علاج سرطانات الكبد أيضاً.
* طبيب اختصاصي بالأورام السريرية أو الطبية؛ وهو طبيبٌ مختص بالمعالجة غير الجراحية للسرطان، باستعمال بعض الطرق العلاجيَّة كالعلاج الإشعاعي والعلاج الكيميائي.
* اختصاصي باثولوجيا أو تشريح مرضي؛ وهو طبيبٌ اختصاصيٌّ في دراسة النُّسُج المَرضيَّة.
* طبيب اختصاصيّ بالأشعة؛ وهو طبيبٌ مختصّ بالتشخيص والتدخُّل الشعاعيين.
* ممرِّضة للسَّرطان؛ وهي تُمثِّلُ نقطة التواصل الأولى بين المريض وبقية فريق الرعاية.
* طبيب اختصاصي بأمراض الجهاز الهضمي؛ وهو طبيبٌ مختصّ في علاج أمراض الكبد والصفراء.
خطَّة العلاج
تُحدَّدُ خطةُ العلاج المقترحة اعتماداً على صحة المريض العامَّة، والمرحلة التي وصل إليها السرطان.
في المرحلتين 1 و 2 من سرطان القنوات الصفراوية، قد يكون العلاجُ بالاستئصال الجراحي للجزء المصاب من القناة الصفراويَّة، وربما لجزءٍ من الكبد أو للمرارة.
أمَّا في المرحلة 3 من سرطان القنوات الصفراوية، فإنَّ فرصَ الشفاءُ تعتمد على عدد العقد اللمفيَّة المُصابة. وقد يكون الشفاءُ ممكناً إذا احتوى عددٌ قليلٌ من العقد اللمفية على خلايا سرطانية، أو قد يكون بالإمكان إبطاء انتشار السرطان بالاستئصال الجراحي للعقد اللمفيَّة.
بينما يكون الشفاءُ في الحالات التي وصلت إلى المرحلة 4 من سرطان القنوات الصفراوية مستبعداً جدَّاً؛ إلاَّ أنَّه يمكن استعمالُ الدعامات والعلاج الكيميائي والإشعاعي والجراحي في كثيرٍ من الأحيان للمساعدة على تخفيف الأعراض.
كما قد تختلف طريقةُ العلاج إذا كانت الإصابة بسرطان القنوات الصفراوية داخل الكبد، حيث إنَّها تُعالَجُ بطريقة مشابهة لعلاج سرطان الكبد.
الجراحة
إذا اعتقد الفريقُ الطبي المتعدِّد الاختصاصات بإمكانية الشفاء من سرطان القنوات الصفراوية، تكون هناك ضرورةٌ لاستئصال أيِّ نسيجٍ سرطاني، حيث يعتمد إجراءُ الجراحة على الدرجة التي وصل إليها السرطان:
* استئصال جزء القنوات الصفراوية المحتوي على الخلايا السرطانية.
* استئصال المرارة.
* استئصال العقد اللمفية المجاورة.
* استئصال جزءٍ كبير من الكبد.
ويمكن، بعدَ إجراء الجراحة، إعادة تشكيل ما تبقَّى من القنوات الصفراوية عادةً، بحيث يستمرُّ جريانُ الصفراء إلى الأمعاء.
وبشكلٍ مشابه، يمكن للكبد في كثيرٍ من الأحيان أن يستأنِفَ القيامَ بوظائفه الطبيعية بعدَ إجراء العملية الجراحية، لأنَّ الإنسان لا يحتاج إلى كامل كبده لأداء وظيفته. كما يمكن للكبد أن يتجدَّدَ من تلقاء نفسه بعدَ الجراحة.
قد تكون هناك ضرورةٌ للبقاء في المستشفى مدَّةً قد تصل إلى أسبوعين أو أكثر بعد إجراء جراحة سرطان القنوات الصفراوية، وذلك قبل أن يتعافى بما يكفي للعودة إلى المنزل.
تختلف معدَّلاتُ النجاح في جراحة القنوات الصفراوية باختلاف الظروف، مثل مدى خُلُوِّ العقد اللمفيَّة المجاورة من السرطان، وما إذا كان بالإمكان استئصالُ جميع الخلايا السرطانية خلال الجراحة.
ووفقاً للتقديرات العامة، يعيش ما بين 20-40% من الأشخاص الذين أُجريت لهم جراحةٌ لاستئصال سرطان القنوات الصفراوية لمدة 5 سنوات أو أكثر بعدَ العملية بمشيئة الله تعالى.
فتح القناة الصفراوية
يُوصى بالمعالجة لفتح القنوات الصفراوية إذا أُغلقت نتيجة الإصابة بالسرطان. ويساعد ذلك على شفاء بعض الأعراض، مثل:
* اليرقان (اصفرار في الجلد وبياض العينين).
* الحكَّة الجلديَّة.
* ألم البطن.
يكون فتحُ القنوات الصفراوية ضروريَّاً في بعض الأحيان إذا كانت عودةُ جريان الصفراء إلى الكبد قد بدأت في التأثير في وظيفة الكبد الطبيعية.
يمكن فتحُ القناة الصفراوية باستعمال أنبوبٍ صغيرٍ يُسمَّى الدعامة stent، حيث تقوم الدعامة بتوسيع القناة الصفراوية، ممَّا يساعد على عودة جريان الصفراء ثانيةً.
يمكن تثبيتُ الدعامة باستعمال إحدى الطريقتين التاليتين:
* نوع من تَصوير القنوات الصفراوية والبَنكرياس التّنظيري بالطّريق الرّاجِع، حيث يُستَعملُ منظارٌ داخلي للمساعدة على توجيه الدعامة نحوَ القناة الصفراويَّة.
* نوع من تصوير القنوات الصفراوية عبرَ الكبد عن طريق الجلد، ينطوي على إجراء شقٍّ صغيرٍ (تحت تأثير مخدِّر موضعي) في جدار البطن.
قد يحدث انسدادٌ في الدعامة المزروعة في بعض الأحيان. وهنا، ينبغي نزعُها واستبدالها.
المعالجة الشعاعية
لا تُعدُّ المعالجةُ الشعاعيَّة العلاجَ المثاليَّ لسرطان القنوات الصفراوية، ولكنَّها قد تساعد على التخفيف من الأعراض، وإبطاء انتشار السرطان، وإطالة العمر بمشيئة الله تعالى. ويمكن استعمالُ نوعين من العلاج الشعاعي لعلاج سرطان القنوات الصفراوية:
* العلاج الشعاعي الخارجي external beam radiotherapy؛ حيث تُستَعملُ آلةٌ تُوجَّه حزماً شعاعية نحو القناة الصفراوية.
* العلاج الشعاعي الداخلي internal radiotherapy (المعالجة الموضعيَّة brachytherapy)؛ حيث يُوضع سلكٌ مشعّ داخل القناة الصفراوية بجوار الورم.
يعمل العلاجُ الشعاعي من خلال الإضرار بالخلايا السرطانية؛ إلاَّ أنَّ ذلك قد يُلحقَ الضررَ بالخلايا السليمة أيضاً، مُسبِّباً ظهورَ الآثار الجانبيَّة. وتنطوي الآثارُ الجانبيَّة للعلاج الإشعاعي على ما يلي:
* الغثيان.
* القيء.
* الإرهاق (التعب الشديد).
المعالجة الكيميائية
تهدف المعالجةُ الكيميائية، كما هي الحالُ في المعالجة الشعاعيَّة، إلى التخفيف من شدَّة أعراض السرطان، والإبطاء من معدَّل انتشاره، وإطالة العمر بمشيئة الله تعالى. ويمكن استعمالُها في بعض الأحيان بالمشاركة مع المعالجة الشعاعية.
توصَّل الباحثون في دراسةٍ أُجريت عام 2010 إلى أنَّ استعمالَ توليفةٍ من دواءين كيميائيين هما سيسبلاتين cisplatin وجيمسيتابين gemcitabine يكون فعَّالاً في المساعدة على إبطاء انتشار السرطان، وتحسين معدَّلات البقاء على قيد الحياة.
يمكن للأدوية المُستعمَلة في المعالجة الكيميائية أن تُلحقَ الضررَ بالأنسجة السليمة أحياناً، بالإضافة إلى الأنسجة السرطانية، مما يؤدِّي إلى ظهور بعض الآثار الجانبيَّة. ويمكن أن تتضمَّن هذه الآثارُ الجانبية على ما يلي:
* الغثيان.
* القيء.
* الشعور بالإرهاق.
* تساقط الشعر.
لكنَّ هذه الآثارَ الجانبيَّة ينبغي أن تزول بمجرَّد الانتهاء من الشوط العلاجي. كما يمكن للمعالجة الكيميائية أن تساهمَ أيضاً في إضعاف جهاز المناعة، ممَّا يجعل الشخصَ أكثرَ عُرضةً للإصابة بالعدوى.
التجارب السريرية والعلاجات التجريبية
معالجاتُ سرطان القنوات الصفراوية ليست فعَّالةً كما هي الحال في معالجات الأنواع الأخرى من السرطان. لذلك، تُجرى مجموعةٌ من التجارب السريرية للوصول إلى أفضل علاج لهذه الحالة.
مثلاً، تُجرى تجارب لإيجاد توليفاتٍ جديدةٍ من أدوية العلاج الكيميائي، والتي قد تساعد على إطالة عمر الشخص المصاب بسرطان القنوات الصفراوية بمشيئة الله تعالى.
المعالجات المُستهدِفة
هناك مجالٌ واعدٌ آخر للبحث يتضمَّن استعمال العلاجات المستهدِفة targeted therapies في علاج سرطان القنوات الصفراوية؛ والعلاجات المستهدِفة هي أدويةٌ تستهدِف العمليات التي تحتاج إليها الخلايا السرطانية لتنموَ وتتكاثر.
في الدِّراسات الخاصَّة ببعض السرطانات، أثبت دواءٌ يُسمَّى سورافينيب sorafenib فعاليَّةً معقولة. ويعمل هذا الدواءُ من خلال حجب البروتين الذي تحتاج إليه الخلايا السرطانية للحصول على ترويتها الدموية؛ لكنَّ سورافينيب لا يُستَعمل كعلاجٍ روتيني لسرطان القنوات الصفراوية حالياً.
بما أنَّ سرطانَ القنوات الصفراوية من الحالات النادرة، فهناك احتمالٌ لأن يُشاركَ الشخص في تجربة سريرية تدرس استعمالَ هذه الأنواع من العلاجات التجريبية.



الأشخاص المُعرَّضون للمرض
تشير الدراساتُ إلى حدوث زيادةٍ في نسبة الإصابة بسرطان القنوات الصفراوية في معظم البلدان. وأسبابُ حدوث هذه الزيادة ما زال مجهولاً.
تحدث معظمُ حالات سرطان القنوات الصفراوية عند أشخاصٍ تجاوزت أعمارهم 65 عاماً. وتكون نسبةُ إصابة الرجال والنساء بهذه الحالة متساوية تقريباً.


الوقاية من سرطان القنوات الصفراوية
ليست هناك طرقٌ مضمونة لتجنُّب الإصابة بسرطان القنوات الصفراوية، رغم إمكانية تقليل فرص الإصابة بهذه الحالة.
الخطواتُ الثلاث الأكثر فعَّالية لتقليل فرص الإصابة بسرطان القنوات الصفراوية هي:
* التوقُّف عن التدخين (بالنسبة للمدخِّنين).
* تجنُّب الكحول.
* تقليل فرص الإصابة بعدوى التهاب الكبد الفيروسي بي والتهاب الكبد الفيروسي سي.
الإقلاع عن التدخين
يُعدُّ التوقُّف عن التدخين الطريقةَ الأكثر فعالية للوقاية من الإصابة بسرطان القنوات الصفراوية، بالإضافة إلى غيره من الحالات الصحِّية الخطيرة، كالسكتة الدماغية والنوبة القلبية وسرطان الرئة.
ويكون الإقلاعُ عن التدخين ضرورياً بشكلٍ خاص عندَ وجود حالة كبدية تُعرَفُ بالتهاب القنوات الصفراوية المُصلِّب الأوَّلي primary sclerosing cholangitis (PSC)؛ فعند وجود هذه الحالة، يؤدِّي الاستمرارُ في التدخين إلى حدوث زيادة كبيرة في فرص الإصابة بسرطان القنوات الصفراوية.
يمكن للطبيب أن يُقدِّمَ الإرشادات المتعلِّقة بطريقة الإقلاع عن التدخين، كما يمكن أن يُوصي باستعمال الدواء المناسب عندَ الضرورة.
الكحول
يساعد التوقُّفُ عن تناول الكحول على منع تضرُّر الكبد (تشمُّع الكبد cirrhosis)، ممَّا قد يؤدي إلى التقليل من خطر الإصابة بسرطان القنوات الصفراوية.
يُعدُّ التقليلُ من تناول الكحول ضروريَّاً بشكلٍ خاص عندَ وجود إصابة سابقة بالتهاب القنوات الصفراوية الأولي المُصلِّب أو بعدوى التهاب الكبد الفيروسي بي أو التهاب الكبد الفيروسي سي.
التهاب الكبد سي
يكون الأشخاصُ، الذين يستعملون حقن المخدِّرات الممنوعة (مثل الهيرويين) بانتظام، أكثرَ عُرضةً لخطر الإصابة بفيروس التهاب الكبد الفيروسي سي، لاسيَّما عندَ التشارك في استعمال أدوات الحقن مع الآخرين.
كما يجب عدمُ الاشتراك في استعمال أدواتٍ قد تكون ملوَّثة بالدم، كشفرات الحلاقة وفرشاة الأسنان.
التهاب الكبد بي
يتوفَّر لقاحٌ يقي من عدوى التهاب الكبد الفيروسي بي، إلاَّ أنَّ هذه الحالةَ من الحالات النادرة نسبيَّاً في بعض الدول، إلى درجة عدم إدراج لقاحها في الجدول الروتيني لتلقيح الأطفال.
يقتصر استعمالُ هذا اللقاح عادةً على الأشخاص المُعرَّضين بشكلٍ أكبر لخطر الإصابة بهذه العدوى، مثل:
* الأشخاص الذين يتعاطون المخدِّرات عن طريق الحقن، أو الذين يكونون على اتِّصال جنسي مع أشخاص مصابين أو معرَّضين للعدوى.
* الأشخاص الذين يتردَّدون إلى مناطق تنتشر فيها الإصابةُ بفيروس التهاب الكبد الفيروسي بي.
* مقدِّمو الرعاية الصحية المعرَّضون للعدوى بهذا الفيروس.
تُفحَص النساءُ الحوامل للتَّحري عن إصابتهم بالتهاب الكبد البائي؛ فإذا كانت المرأة الحامل مصابة بالعدوى، ينبغي عندها تقديم اللقاح للمولود في أقرب وقتٍ بعدَ ولادته لوقايته من الإصابة بالعدوى أيضاً.
المثقوبة الكبدية
يُعدُّ طفيليُّ المثقوبة الكبدية liver fluke من الأسباب الرئيسية للإصابة بسرطان القنوات الصفراوية في آسيا. وهي من الديدان الطفيلية، حيث إنَّها تُسبِّبُ الضررَ لأنسجة القنوات الصفراوية، وتؤدِّي في بعض الحالات إلى تحريض بدء سرطان القنوات الصفراوية.
تنتشر ديدانُ المثقوبة الكبدية بشكلٍ واسعٍ في تايلند، حيث تكون نسبةُ الإصابة بسرطان القنوات الصفراوية أكبر بـ 100 مرة من نسبتها في إنكلترا مثلاً.
تحدث العدوى نتيجة تناول الأسماك النيِّئة أو غير المطبوخة جيِّداً والملوَّثة ببيوض ديدان المثقوبة الكبدية.
ينبغي أن يتأكَّد الشخصُ عند سفره إلى البلدان الموبوءة من أنَّ السمكَ الذي يتناوله مطهوٌّ جيِّداً

السبت، 22 أكتوبر 2016

سرطانُ الفم



سرطانُ الفم 
mouth cancer (oral cancer) هو ورمٌ يُصيب سطحَ اللسان tongue أو الفم mouth أو الشفتين lips أو اللثة gums.
كما قد تُصيبُ الأورامُ الغددَ اللعابية salivary glands واللوزتين tonsils  والبلعوم pharynx  (وهو جزءٌ من الحلق throat يصل بين الفم والرغامى windpipe)، إلاَّ أنَّ هذه الحالات تكون أقلّ شيوعاً.
تشتمل أعراضُ سرطان الفم على ما يلي:
ظهور بقع حمراء أو بيضاء على بطانة الفم أو اللسان.
قرحات ulcers.
كتلة lump.
ينبغي مراجعةُ الطبيب إذا استمرَّت هذه الأعراضُ لأكثر من ثلاثة أسابيع، وخصوصاً إذا كان الشخصُ من المدخِّنين أو ممَّن يتناولون الكحول.


أنواع سرطان الفم
يُسمَّى السرطانُ الذي يحدث داخل أو خارج طبقات الجسم بالسرطانة carcinoma، وتُصنَّفُ هذه الأنواعُ من السرطان بحسب نوعٍ  الخلايا الذي يبدأ فيها السرطان.
تُعدُّ سرطانةُ الخلايا الحرشفيَّة squamous cell carcinoma النوعَ الأكثر شيوعاً لسرطان الفم، حيث يُصاب بها حوالى 90% من إجمالي حالات سرطان الفم. توجد الخلايا الحرشفيَّة في عدَّة أماكن من الجسم، ومنها الجزءُ الداخلي من الفم وتحت الجلد.
تُعدُّ الأنواعُ التالية أنواعاً أقلّ شيوعاً من سرطان الفم:
الورم الميلانيني الفموي الخبيث oral malignant melanoma، حيث يبدأ ظهورُ السرطان في خلايا تُسمَّى الخلايا الميلانينيَّةmelanocytes، وهي الخلايا التي تُعطي لونَ الجلد.
السرطانات الغُدَّيَّة adenocarcinomas؛ وهي السرطاناتُ التي تحدث داخل الغدد اللعابيةsalivary glands.


أسباب سرطان الفم
تظهر معظمُ حالات سرطان الفم عند حدوث تغيُّر في دورة الحياة الطبيعية للخلية، ممَّا يؤدي إلى نموِّها وتكاثرها دون سيطرة عليها.
تشتمل عواملُ خطر حدوث سرطان الفم على ما يلي:
التدخين أو استعمال المنتجات التي تحتوي على التبغ.
تناول الكحول، حيث يكون خطرُ إصابة المدخِّنين الذين يتناولون الكحولَ بسرطان الفم أكبرَ بكثير عندَ مقارنته بخطر إصابة بقية الأشخاص بشكلٍ عام.
الإصابة بعدوى فَيروس الوَرَمِ الحُلَيمِيّ البَشَرِيّhuman papilloma virus (hpv)، وهو الفيروسُ الذي يتسبَّبُ بالإصابة بالثآليل التناسليَّة genital warts.


الأشخاص المعرَّضون للإصابة بسرطان الفم
يُعدُّ سرطانُ الفم من أنواع السرطانات غير الشائعة، حيث تُقدَّر نسبةُ الإصابة به بحوالى 2% من نسبة  الإصابة بجميع السرطانات.
تبدأ معظمُ حالات سرطان الفم بالظهور للمرَّة الأولى عندَ كبار السنِّ الذين تتراوح أعمارهم بين 50-74 عاماً.
ولكن، يمكن أن يُصابَ الشبابُ بهذا السرطان، ويُعتقدُ أنَّ عدوى فيروس الورم الحليمي البشري قد تكون المسؤولةَ عن أغلب الحالات التي تُصيب الشباب.
تكون نسبةُ الإصابة بسرطان الفم أكبرَ عند الرجال، مقارنةً بنسبة إصابته للنساء، حيث يُعتقدُ إنَّ نسبةَ تناول الرجال للكحول أكثر من نسبة تناول النساء له.


معالجة سرطان الفم
توجد ثلاثةُ خياراتٍ علاجيَّة رئيسيَّة لسرطان الفم. وهي:
المعالجة الجراحيَّة surgery، حيث تُستأصلُ الخلايا السرطانيَّة جراحيَّاً، بالإضافة إلى بعض الأنسجة المحيطة بها في بعض الحالات.
المعالجة الكيميائية chemotherapy، حيث تُستَعملُ أدويةٌ شديدة الفعاليَّة للقضاء على الخلايا السرطانية.
المعالجة الشعاعية radiotherapy، حيث تُستَعملُ أشعةٌ سينيَّة ذات طاقة مرتفعة X-rays للقضاء على الخلايا السرطانية.
يجري استعمالُ جميع هذه المعالجات معاً غالباً؛ فمثلاً، قد ينطوي شوطُ المعالجة التالي للمعالجة الجراحيَّة على اللجوء إلى المعالجة الشعاعية والكيميائيَّة في آنٍ واحد، وذلك لمنع عودة السرطان.


مضاعفات سرطان الفم
قد تؤدِّي المعالجتان الجراحيَّة والإشعاعيَّة إلى إحداث صعوبة في البلع والكلام (عُسر البلع dysphagia).
ويعدُّ عُسرُ البلع مشكلةً قد تكون كبيرة، لأنَّ دخولَ أجزاء صغيرة من الطعام إلى المسالك الهوائية واستقرارها في الرئتين قد يتسبَّب بعدوى في الصدر، وتُسمَّى هذه الحالة بالالتهاب الرئوي الشفطي أو الاستنشاقي aspiration pneumonia.

التقليل من خطر الإصابة بسرطان الفم
توجد ثلاثُ طرق أثبتت فعَّاليةً واضحة في الوقاية من الإصابة بسرطان الفم، أو منع عودة الإصابة به بعد المعالجة الناجحة، وهي:
الامتناع عن التدخين.
الامتناع عن تناول الكحول.
اتباع "النظام الغذائي لدول البحر الأبيض المتوسط "Mediterranean-style diet، مع الكثير من الخضار الطازجة ( خصوصاً البندورة)  والحمضيَّات وزيت الزيتون والسمك.
كما أنَّه من الضروري إجراءُ فحوصاتٍ دوريَّةٍ للأسنان، ذلك أنَّ التهابات الأسنان يمكن أن تكشفَ المراحلَ الأولى من سرطان الفم.


المآل
يمكن تحقيقُ الشفاء الكامل من سرطان الفم غالباً إذا شُخِّصَ مُبكِّراً، وذلك باستعمال توليفةٍ من المعالجة الشعاعية والكيميائية والجراحية.
يختلف مآلُ سرطان الفم باختلاف الجزء المصاب من الفم، ومدى انتشاره من الفم إلى الأنسجة المُحيطة به. ويكون مآلُ الإصابة أفضلَ بكثير إذا شُخِّصت مبكِّراً.
تُشير التقديراتُ إلى أنَّ 40% من الأشخاص المصابين بسرطان الفم والبلعوم يعيشون 5 سنواتٍ على الأقلّ بعدَ تشخيص الإصابة بشكلٍ عام، ويعيش الكثيرُ منهم أكثر من ذلك؛ إلاَّ أنَّ مآلَ السرطان يكون أفضل إذا كانت الإصابةُ في مناطق محدَّدة من الفم، كالشفتين أو اللسان أو جوف الفم.

سرطانُ الشرج


سرطانُ الشرج
 anal cancer هو نوعٌ نادر من السرطان، يصيب الجزءَ الأخير الأقصى من الأمعاء الغليظة.


أعراضُ سرطان الشرج
غالباً ما تشبه أعراضُ سرطان الشرج حالاتٍ أكثر شيوعاً وأقلّ خطورةً تصيب الشرج، مثل البواسير piles (haemorrhoids) والشقوق الشرجية anal fissures (تمزُّقات صغيرة أو قروح).
يمكن أن تشتملَ أعراضُ سرطان الشرج على ما يلي:
* النزف الشرجي (النزف المستقيمي rectal bleeding).
* الحكَّة والألم حولَ الشرج.
* كتل صغيرة حولَ الشرج.
* خروج مخاط (نزّ) من الشرج.
* فقدان التحكُّم بالبراز (سلس البراز bowel incontinence).
ولكن، لا يكون هناك أيُّ أعراض عندَ بعض المصابين بسرطان الشرج.
وفي حال ظهور أيٍّ من الأعراض السابقة، لابدَّ من زيارة الطبيب؛ ومع أنَّها من غير المرجَّح أن تكون ناجمةً عن سرطان الشرج، لكن يُفضَّل استقصاؤُها ومتابعتُها.


أسباب سرطان الشرج
لا يزال السببُ الدقيق لسرطان الشرج غيرَ معروف، مع أنَّ عدداً من العوامل يمكن أن يزيدَ من خطر الإصابة بهذه الحالة. وتشتمل هذه العواملُ على:
* العدوى بفَيروس الوَرَمِ الحُلَيمِيّ البَشَرِيّ human papilloma virus (HPV). وهو مجموعةٌ شائعة وغير ضارَّة عادةً من الفيروسات التي تنتقل بالاتِّصال الجنسي، ويمكن أن تصيبَ الأغشيةَ الرطبة المبطِّنة للجسم.
* الجماع الشرجي أو تَعدُّد الشركاء الجنسيين، ربَّما لأنَّ ذلك يزيد خطرَ الإصابة بفَيروس الوَرَمِ الحُلَيمِيّ البَشَرِيّ.
* وجود تاريخ لسرطان عنق الرحم أو المهبل أو الفرج.
* التدخين.
* ضعف جهاز المناعة، كما في المصابين بفيروس الإيدز مثلاً.
يزداد احتمالٌ الإصابة بسرطان الشرج مع تقدُّم العمر، حيث تُشخَّص نصفُ الحالات بعمر 65 سنة وأكثر.
تشخيصُ سرطان الشرج
يقوم الطبيبُ بالاستفسار عن الأعراض، ويجري بعضَ الفحوصات؛ حيث يقوم بفحص البطن، وإجراء ما يُدعى المسّ الشرجي (فحص المستقيم) rectal examination. وينطوي هذا الفحصُ على إدخال الطبيب لإصبعه بعد ارتداء القُفَّاز في قناة الشرج، بحيث يستشعر الشذوذات أو المشاكل التي قد تكون موجودة. ويُحِيل الطبيبُ المريضَ إلى المستشفى عندما يرى أنَّ من الضروري القيامُ بمزيدٍ من الاختبارات.
ويرى بعضُ الباحثين أن وجودَ كتلةٍ أو قرحة شرجيَّة غير معروفة السبب يستدعي الإحالةَ إلى المستشفى، حيث يُجرَى عددٌ من الاختبارات المختلفة لتحرِّي سرطان الشرج واستبعاد المشاكل الأخرى.
يمكن أن تشتملَ بعضُ الاختبارات على ما يلي:
* تنظير القولون السيني (تنظير السيني) sigmoidoscopy؛ حيث يُدخَل أنبوبٌ رفيع ومرن مزوَّد بكاميرا وضوء في الشرج للبحث عن أيِّ شذوذات.
* تنظير المستقيم proctoscopy، حيث يجري فحصُ باطن المستقيم والشرج باستعمال أداة تشبه الأنبوب (منظار المستقيم proctoscope)، مزوَّدة بضوء في نهايتها.
* الخزعة biopsy، حيث تُؤخَذ عيِّنةٌ نسيجيَّة صغيرة من الشرج خلال تنظير القولون السيني أو تنظير المستقيم، وتُفحَص في المختبر تحت المجهر.
إذا أشارت هذه الاختباراتُ إلى وجود سرطان الشرج، فقد يخضع المريضُ لبعض الصور لتحرِّي احتمال انتشار المرض. وبعدَ الانتهاء من ذلك، يستطيع الطبيبُ تحديدَ "مرحلة" السرطان؛ وهذا يعني وضعَ درجة تصف حجمَه ومدى انتشاره.


معالجةُ سرطان الشرج
بعدَ تشخيص سرطان الشرج، يمكن أن يُحالَ المريضُ إلى فريق متعدِّد الاختصاصات، يعمل أعضاؤه معاً لتقديم أفضل مستوى من الرعاية والمعالجة.
وفيما يلي المعالجات الرئيسيَّة لسرطان الشرج
* المعالجة الشُّعاعيَّة والكيميائيَّة chemoradiation.
* الجراحة، لاستئصال الورم أو جزء أكبر من الأمعاء.
في الحالاتِ التي يكون فيها السرطانُ قد انتشر ولا يمكن الشفاءُ منه، قد تكون المعالجةُ الكيميائية وحدَها الملاذَ الذي يساعد على تخفيف الأعراض. وهذا ما يُدعى الرعاية الملطِّفة palliative care.
وفيما يلي تفصيلٌ أكثر لهذه المعالجات الرئيسيَّة.
المعالجة الشُّعاعيَّة والكيميائيَّة
المعالجةُ الشُّعاعيَّة والكيميائيَّة هي التي تجمع بين المعالجتين الكيميائيَّة (بالأدوية القاتلة للسرطان) والشُّعاعيَّة (حيث تُستعمَل الأشعَّةُ لقتل الخلايا السرطانيَّة). وتعدُّ المعالجةَ الأكثر فعَّاليةً حالياً لسرطان الشرج. ولا يحتاج المريضُ في هذه الحالة عادةً إلى البقاء في المستشفى.
تُعطَى المعالجةُ الكيميائيَّة لسرطان الشرج على دفعتين أو مرحلتين عادةً، كلّ دفعة تستغرق 4-5 أيَّام بفاصل 4 أسابيع بينهما. وفي الكثير من الحالات، يُعطى جزءٌ من المعالجة الكيميائيَّة عبرَ أنبوب صغير يُسمَّى القثطار المركزي المُدخَل محيطياً peripherally inserted central catheter (PICC) في الذراع، حيث يمكن أن يبقى في مكانه إلى حين الانتهاء من المعالجة.
وهذا الأنبوبُ يعني أنَّ المريضَ لا يحتاج إلى البقاء في المستشفى خلال كل دورة كيميائيَّة علاجية. ولكن، يُوصَل المريضُ بمضخَّةٍ بلاستيكيَّة صغيرة تبقى معه في المنزل.
توفِّر بعضُ المستشفيات اليومَ معالجةً كيميائيَّة بالأقراص الدوائيَّة، وهذا ما يُجنِّب حاجةَ المريض إلى المضخَّة والقثطار المركزي المُدخَل محيطياً.
تُعطَى المعالجةُ الشُّعاعيَّة على جلساتٍ قصيرة عادةً، مرةً باليوم من الأحد إلى الجمعة أو حسب جدول المستشفى المعتمَد، مع راحة في عطلة نهاية الأسبوع؛ ويستمرّ ذلك 5-6 أسابيع عادةً. وقد يحتاج الأمرُ، عندَ التحضير للمعالجة الشُّعاعيَّة، إلى إجراء صور إضافية.
غالباً ما تسبِّب كلٌّ من المعالجة الشُّعاعيَّة والمعالجة الكيميائيَّة تأثيراتٍ جانبية مهمَّة، بما في ذلك:
* التعب.
* تقرُّح الجلد حولَ الشرج.
* تقرُّح الجلد حولَ القضيب والصَّفن في الرِّجال، والفرج في النساء.
* تساقط الشعر، ويقتصر ذلك عادةً على تساقط بعضَ الشعر من الرأس؛ ولكن، يكون فقدانُ الشعر كاملاً في منطقة العانة.
* الشعور بالتوعُّك.
* الإسهال.
تعدُّ هذه التأثيراتُ الجانبيَّة مؤقَّتة، لكن قد يكون هناك خطرٌ لمشاكل طويلة الأمد، مثل العُقم. وفي حال القلق من التأثيرات الجانبيَّة المحتملة، لابدَّ من مناقشة ذلك مع فريق المعالجة والرعاية قبل بَدء المعالجة.
قد تشتمل التأثيراتُ الجانبيَّة المديدة والمحتملة الأخرى على:
* مشاكل التحكُّم بالبراز.
* الإسهال المزمن.
* خلل وظيفة الانتصاب (العَنانة).
* الألم المهبلي عندَ الجِماع.
* جفاف وحكَّة في الجلد حولَ منطقة أعلى الفخذ (المنطقة المغبنيَّة أو الأُربيَّة) والشرج.
* النزف من الشرج أو المستقيم أو المهبل أو المثانة.
يجب إخبارُ الطبيب عندَ ظهور أيٍّ من هذه الأعراض، بحيث يمكن استقصاؤُها ومعالجتُها.
الجراحة
الجراحةُ هي الخيارُ العِلاجيّ الأقلّ شيوعاً لسرطان الشرج؛ ولا يُلجَأ إليه إلاَّ عندما يكون الورمُ صغيراً ويمكن استئصالُه بسهولة، أو إذا لم تنفع المعالجة الشُّعاعيَّة والكيميائيَّة.
إذا كان الورمُ صغيراً جداً وواضحَ الحدود، يمكن استئصالُه خلال إجراء يُدعى الاستئصال الموضعي local excision. وهو إجراءٌ بسيط نسبياً، يُجرَى تحت التخدير العامّ، وهو يتطلَّب البقاءَ في المستشفى لبضعة أيَّام فقط.
عندما لا تنجح المعالجةُ الشُّعاعيَّة والكيميائيَّة أو إذا عاد الورمُ بعدَ المعالجة، يمكن التوصيةُ بعمليَّةٍ أكثر تعقيداً تُدعى القَطع البَطنِيّ العِجانِيّ abdominoperineal resection. وكما هي الحالُ في الاستئصال الموضعي، تُجرَى هذه العمليَّةُ تحت التخدير العامّ.
يقوم القَطعُ البَطنِيّ العِجانِيّ على استئصال الشرج والمستقيم وجزء من القولون وبعض النسيج العضلي المحيط، وأحياناً بعض العقد اللمفية المحيطة (غدد صغيرة تشكِّل جزءاً من جهاز المناعة) للتقليل من خطر عودة أو نُكس السرطان. ويحتاج المريضُ إلى البقاء في المستشفى زهاء 10 أيَّام بعد هذا النوع من الجراحة.
خلال العمليَّة، يجري تشكيلُ فُغرة قَولونيَّة colostomy دائمة أيضاً للسماح بالتبرُّز، حيث يُحوَّل جزءٌ من الأمعاء الدقيقة من خلال فُتحَة مجراة في البطن تُدعى فُغرة stoma. وتتَّصل هذه الفغرةُ بجيبة خاصَّة يُجمَّع فيها البرازُ بعدَ الجراحة. ويمكن ان يحتاجَ المريضُ إلى بعض الوقت للتكيُّف مع هذا الوضع الجديد، بمساعدة فريق الرعاية.


المتابعة
بعدَ انتهاء شوط المعالجة، يحتاج المريضُ إلى متابعةٍ منتظمة لتحرِّي الشفاء وأيّ علامات لعودة السرطان. وتكون مواعيدُ الزيارة في البداية كلَّ بضعة أسابيع أو شهور، ثمَّ تتباعد بالتدريج.


المآل
يعتمد مآلُ سرطان الشرج على مدى تقدُّم الحالة عندَ التشخيص؛ فكلَّما كان التشخيصُ أبكر، كان المآلَ أفضل.
وبالمقارنة مع الكثير من الأنواع الأخرى للسرطان، يعدُّ مآلُ سرطان الشرج أفضل منها بشكلٍ عام، لأنَّ المعالجةَ فعَّالةٌ جداً غالباً. ويعيش نحو 88 في المائة من المرضى خمس سنوات على الأقلّ بعدَ التشخيص، والعديد منهما يعيشون أكثرَ من ذلك

خبير الاعشاب والتغذية العلاجية

المواضيع الاكثر تصفحا هذا الاسبوع

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More