الثلاثاء، 19 يناير 2016



سؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 
فأنا أعاني من زيادة في كهرباء المخ منذ تسع سنوات، وتأتيني نوبات تشنج أثناء النوم، في بداية العلاج أخذت الديباكين كرونو، واستمريت عليه ست سنوات، ثم بدل الطبيب العلاج بدواء آخر اسمه توباماكس أو ابراماكس، وأكملت ثلاث سنوات من تناوله، ثم قرر الطبيب إيقاف الدواء، وعمل رسم للمخ فوجد أن هناك زيادة في كهرباء المخ بشكل واضح، علما أنني أعدته أربع مرات وفي أماكن جيدة طوال فترة علاجي ولم يظهر أي شيء، والنتائج طبيعية دائما، فأنا لا أدري ما سبب ظهورها بعد طول فترة العلاج هذه.

سؤال آخر: هل النسيان بسبب الدواء، لأنني أصبحت أنسى كثيرا ولا أركز.

شكرا وبارك الله فيكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: 


أيتها الفاضلة الكريمة: أنا أرى أن حالتك وحسب ما ذُكر في رسالتك هي حالة بسيطة -إن شاء الله تعالى- هذه البؤرة الصرعية التي تعانين منها والتي تم علاجها عن طريق الـ (دبكين كرونو Depakine Chrono)، وهو دواء ممتاز جدًّا، وبعد ذلك انتقلتِ إلى (توباماكس Topamax) وهو أيضًا علاج ممتاز، لكن لا أراه كافيًا حقيقة لوحده. 

التوباماكس دواء جيد لكنه من مضادات النوبات التشنجية البسيطة، وأنا متأكد أن الأخ الطبيب المعالج يُدرك كل ذلك، وحقيقة بما أنه قام بإعطائك التوباماكس هذا يعني أن نوباتك أصلاً من النوع البسيط، فلا تنزعجي، وواصلي مع الطبيب.

بالنسبة لموضوع رسم الدماغ أو تخطيط الدماغ الكهربائي: لا يُعتبر فحصًا معياريًّا نهائيًا أبدًا، هذا الفحص يكون إيجابيًا في حوالي خمسين بالمائة فقط من الذين يُعانون من مرض الصرع الأكبر، وكثير من الحالات التي نعرف أن المريض فيها يعاني من زيادة في كهرباء الدماغ ويُعاني من مرض الصرع لا تظهر أي تغيرات في التخطيط، ويكون رسم الدماغ طبيعيًا.

أنا لا أقول أنه غير مفيد، لا، هو مفيد، لكنه أحد المؤشرات، وليس مؤشِّرًا كُلِّيًا، فإن ظهر هنالك تغيير في هذه المرة أنا متأكد أن الطبيب سوف يُحلل الأمر ويعطيك التوجيه الصحيح، هل هنالك فعلاً نشاط صرعي موجود؟ أم هو مجرد أمر عابر؟ هل يريد الطبيب أن يُغيِّر عقار توباماكس أم تستمر عليه؟ هذه الأمور كلها سوف يُجاب عليها.

المهم في الأمر هو أن تواصلي مع طبيبك، أنا أنصحك بذلك -أختِي الكريمة- والحمد لله تعالى أنت سيدة مستقرة، ومتزوجة، وفاعلة، أنا حقيقة لا أنزعج للتشخيصات أو المسميات المرضية، الذي يُزعجني هو عدم فعالية الإنسان، فما دمتِ فعّالة هذا أمرٌ جيد، سيري على هذا الطريق، كوني إيجابية في حياتك، وواصلي مع طبيبك، وما ينصحك به أرجو أن تأخذي به، هذا هو الذي أنصحك به.

أما بالنسبة لموضوع النسيان -أيتها الفاضلة الكريمة-: زيادة كهرباء الدماغ في حد ذاته في بعض الأحيان قد تؤدِّي إلى ضعف بسيط في التركيز، كما أن كثير من الأدوية التوباماكس ليس منها قد تؤدِّي أيضًا إلى ضعف في التركيز.

والأمر الثالث وهو المهم: أن الإنسان حين يُقال له أنك تعاني من زيادة في كهرباء الدماغ أو تعاني من الصرع، هذه الكلمات الضخمة مُزعجة للإنسان اجتماعيًا، حتى وإن كانت من ناحية طبية بسيطة، ونسبةً لما يحدث من إزعاج حولها وربما وصمة اجتماعية، هذا يؤدِّي إلى القلق، والقلق يؤدِّي إلى النسيان.

فأرجو –أختِي الكريمة– أن تطمئني الاطمئنان التام، وأنصحك بالنوم الليلي المبكر، وتجنب النوم النهاري، والتوازن الغذائي، وممارسة تمارين الاسترخاء، يمكنك أن تتحصَّلي على كُتيب أو CD من إحدى المكتبات أو أحد المواقع على الإنترنت،
 للاطلاع على كيفية تطبيق هذه التمارين والالتزام بها، كوني حريصة على ذلك.

قراءة القرآن بتدبُّر وتمعُّنٍ يُحسِّنُ من تركيز الإنسان، قال تعالى: {واذكر ربك إذا نسيت}، وقال: {ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم}، فاحرصي على تلاوة القرآن وتدبُّره أيتها الفاضلة الكريمة.

التعبير عمَّا بداخلك نفسك، القراءة، هذا كله يُحسِّن تركيزك إنْ شاء الله تعالى.


تعتبر تمارين الاسترخاء من أفضل الطرق العلاجية السلوكية البسيطة وذات الجدوى والفائدة العالية جدًّا متى ما طبقها الإنسان بتركيز والتزام واهتمام. وهذه التمارين تفيد في علاج القلق, والتوتر, ونوبات الهلع والفزع والهرع, والغضب, والمخاوف بجميع أنواعها, والوساوس, والاكتئاب النفسي, أضف إلى ذلك أنها تساعد كثيرًا الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم, والأرق, والصداع بأنواعه المختلفة, واضطرابات الجهاز العصبي, خاصة القولون العصبي, والمغص الدوري لدى النساء.

وهنالك دراسات أشارت أن هذه التمارين تساعد في الإقلاع عن التدخين, وتعاطي المؤثرات العقلية, ولابد من الإشارة أن تمارين الاسترخاء هي إضافة حقيقية حتى بالنسبة للأصحاء, وذلك استنادًا إلى مبدأ أن عدم وجود الأعراض والأمراض لا يعني اكتمال الصحة. 
ودون أي مبالغة, هنالك من وجد أن تمارين الاسترخاء قد أفادته في التركيز والعبادة وقيام الليل.


أولاً: قبل البدء في تمرين الاسترخاء يجب مراعاة الآتي:
1- اختر مكانًا هادئًا خاليًا من الضوضاء ومشتتات الانتباه.

2- استلق على ظهرك على السرير أو على كرسي مريح, وتأكد من خلو المكان الذي تستلقي عليه من أي أجزاء نافرة أو ضاغطة على بعض أجزاء الجسم.
3- اصرف انتباهك عن المشكلات التي تشغل بالك في هذه اللحظة, وفكر في حدث سعيد, مع التركيز على إتمام وتجويد الخطوات التي تقوم بها.

ثانيًا: التطبيق العملي:
قم بتطبيق الخطوات التالية خطوة خطوة بإتقان وتركيز:-

1- خذ نفسًا عميقًا عن طريق الأنف, ثم احبسه بالصدر لمدة ( 10 ثوان), ثم أخرجه تدريجيًا ببطء وقوة عن طريق الأنف والفم معًا, كرر هذا التمرين 3 مرات.

2- عضلات اليد والكتف:
اقبض كفة اليد اليمنى واضغط عليها بشدة لمدة ( 5 ثوان), ثم ابسطها ودعها مسترخية لمدة ( 10 ثوان), ولاحظ الفرق بين التوتر والاسترخاء, كرر ذلك 3 مرات.

ولتصبح هذه القاعدة مكررة في الخطوات القادمة دون الحاجة لتكرار ذكرها, وهي: قبض وشد وتوتر لمدة 5 ثوان, ثم بسط وإطلاق واسترخاء لمدة 10 ثوان, تكرار ذلك 3 مرات, مع ملاحظة الفرق بين التوتر والاسترخاء في كل مرة.

3- اقبض كفك اليمنى بإحكام واثنها في اتجاه الكتف الأيمن محاولاً أن تلمسها بقبضتك (توتر), ثم ابسطها (استرخاء).

4- ارفع كتفك الأيمن كما لو كنت تريد لمس أذنك اليمنى حتى تشعر بشد عضلات الكتف الأيمن (توتر), ثم استرخ عائدًا بكتفك إلى وضع مريح (استرخاء).

5- قم بتطبيق نفس الحركات في اليد اليسرى والكتف الأيسر.

6- عضلات الرقبة:
أ‌- اضغط برأسك إلى الخلف على المساحة التي تستند عليها إلى أن تشعر بتوتر وانقباض خلف الرقبة والجزء الأعلى من الظهر (توتر), ثم أرجعها لوضعها المريح ( استرخاء).

ب‌- حرك الرأس في اتجاه الصدر حتى تشعر بتوتر واشتداد في العضلات الأمامية للرقبة(توتر), ثم حرك الرأس لوضعه الطبيعي والمريح (استرخاء).

7- عضلات الوجه:
أ‌- أغلق عينيك بإحكام وشدة حتى تشعر بالتوتر في المنطقة العلوية للوجه والجبهة (توتر), ثم استرخ واجعلهما في الوضع الطبيعي (استرخاء).

ب‌- أطبق فكيك وأسنانك بإحكام كما لو كنت تعض بشدة على شيء, ولاحظ التوتر والانقباض في الفكين (توتر), ثم استرخ وارجع للوضع الطبيعي (استرخاء).

ج- أطبق الشفتين إلى الداخل, واضغط بكل منهما على الأخرى, ولاحظ التوتر والانشداد حول الفم (توتر), ثم استرخ وأرجعهما لوضعهما الطبيعي (استرخاء).

8- خذ نفسًا عميقًا عن طريق الأنف, ثم احبسه بالصدر لمدة ( 10 ثوان), ثم أخرجه تدريجيًا وببطء وقوة عن طريق الأنف والفم معًا, كرر هذه العملية 3 مرات.
9- عضلات البطن:
اقبض عضلات البطن إلى الداخل, وحافظ على هذا الوضع (توتر), ثم استرخ وأرجع عضلات البطن إلى الوضع الطبيعي (استرخاء).

10- عضلات الظهر:
قوس ظهرك وحاول أن تلمس بأصابع اليدين أصابع القدمين ولاحظ التوتر والاشتداد في عضلات الظهر (توتر), ثم استرخ وعد بجسمك إلى وضعه الطبيعي (استرخاء).



11- عضلات الفخذين :
أ- أفرد ساقيك وأبعدهما بقدر ما تستطيع عن بعضهما البعض حتى تلاحظ التوتر والشد العضلي في منطقة الفخذين(توتر) ثم استرخ وارجع للوضع الطبيعي (استرخاء).
ب- ألصق ركبتيك ببعضهما البعض, وأبعد رجليك بقدر ما تستطيع حتى تشعر بتوتر عضلي شديد في الفخذين (توتر), ثم استرخ وارجع للوضع الطبيعي (استرخاء).

12- عضلات الساقين:
أ- اثن قدميك إلى الأمام في اتجاه الوجه بحيث تشكل القدم مع الساق زاوية قائمة ثم لاحظ التوتر والانشداد أسفل الساقين (توتر), ثم استرخ وأرجعهما لوضعهما الطبيعي (استرخاء).

ب- اثن قدميك إلى الخلف في اتجاه رسغ القدم بحيث تشكل القدم مع الساق زاوية منفرجة ولاحظ التوتر أعلى الساقين (توتر), ثم استرخ وأرجعهما لوضعهما الطبيعي (استرخاء).

13- خذ نفسًا عميقًا عن طريق الأنف واحبسه بالصدر لمدة (10 ثوان), ثم أخرجه تدريجيًا ببطء وقوة عن طريق الأنف والفم معًا, كرر هذا التمرين 3 مرات.

14- الآن لاحظ أن كل المناطق الرئيسة في جسمك مسترخية تقريبًا, أغمض عينيك وبالتركيز الذهني ابدأ رحلة من أصابع القدمين وتخيل كأن ماء يسري في جسمك ببطء من أسفل إلى أعلى, وكلما يمر على منطقة في جسمك يجعلها أكثر استرخاء إلى أن تصل إلى عضلات الجبهة والرأس.

15- في هذه اللحظات حاول أن تتذكر موقفًا من المواقف السارة في حياتك, أو مشهدًا من المشاهد الجميلة التي رأيتها في حياتك, وعش مع تفاصيل هذا الموقف أو المشهد بتفاصيله لفترة من الزمن.

ملاحظة : إذا لم يستجب جسمك لهذا التمرين كرر نفس الخطوات من الأول مرة أو مرتين.

وبالله التوفيق

0 التعليقات:

إرسال تعليق

خبير الاعشاب والتغذية العلاجية

المواضيع الاكثر تصفحا هذا الاسبوع

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More