يندرُ حدوثُ السرطان في أثناء الحمل، إلَّا أنَّه قد يحدثُ أحياناً، وأكثر السرطانات حدوثاً في أثناء الحمل هي سرطان الثَّدي
وسرطان عنق الرَّحم وسرطان الدَّرق واللِّمفوما والميلانوما (ورم جلدي خبيث). نادراً ما يؤذي السَّرطانُ ذاتُه الجنين، وتكون بعضُ علاجات السَّرطان آمنة خلالَ الحمل. لذلك تتناقشُ الحاملُ مع مقدِّمِ الرِّعايةِ الصحيّة للتوصّلِ إلى العلاج الأفضل، حيث تعتمدُ خياراتُها على عمر الحمل ونوع السَّرطان وحجمه ومرحلته. يمكنُ أن تُصابَ الحواملُ بنوعٍ آخر من السَّرطان يُدعى ورم الأرومة الغاذية الحمليّة الذي يحدثُ عندما لا تتحوَّلُ البيضةُ الملقَّحة إلى جنين، ولا يسهلُ اكتشافُ الورمِ دوماً، فقد يبدو في مراحلِه الأولى كحملٍ عادي، لذلك يجبُ أن تراجعَ الحاملُ مقدِّمَ الرِّعايةِ الصحيّة عندما تشكو من نزف مهبلي، أو عندما لا يتحرَّكُ جنينها في الوقتِ المتوقَّع. مقدمة
يندرُ حدوثُ السرطان في أثناء الحمل، إلَّا أنَّه قد يحدثُ أحياناً، ونادراً ما يؤذي السَّرطانُ بحدِّ ذاته الطفلَ، وتكون بعضُ علاجات السَّرطان آمنة خلالَ الحمل. تعتمدُ خياراتُ علاج السَّرطان لدى الحامل على عمر الحمل ونوع السَّرطان وحجمه ومرحلته، وعليها أن تتناقشُ مع مقدِّمِ الرِّعايةِ الصحيّة للتوصّلِ إلى العلاج الأفضل. تشرحُ هذه المعلوماتُ الصحية السَّرطانَ والحمل، وتناقش تأثيرَ الحمل في خياراتِ علاج السَّرطانِ عند المرأة.
السّرطان
يتكوَّنُ الجسمُ من خلايا صغيرة جداً، وتنمو الخلايا الطَّبيعية في الجسم وتموت بطريقة منتظمة، إلا أنها أحياناً تستمرُّ بالانقسام والنمو، وتسببُ هذه الخلايا الإضافية نمواً غير طبيعي يُدعى بالورم. يُدعَى الورمُ الذي لا يغزو الأنسجةَ وأجزاءَ الجسم المجاورة بالورم الحميد، كما يُدعى بالنمو غير السرطاني، وهو لا يهدِّد الحياةَ عادةً. الورمُ الخبيث هو الورم الذي يغزو الأنسجةَ وأجزاءَ الجسم المجاورة، ويُدعى بالسرطان أيضاً. وتستطيع الخلايا السرطانيةُ أن تنتشرَ إلى أجزاءِ الجسم المختلفة عبرَ الأوعيةِ الدموية والأقنية اللمفية. اللمفُ هو سائل شفاف يصنعه الجسم، يقوم بتصريف الفضلات من الخلايا، ويمرُّ في أوعية خاصة وبنى تشبه حبة الفاصولياء تُدعى بالعقد اللمفية. يُدعى السَّرطانُ الذي ينتقل من أحد أنسجة الجسم إلى آخر بالسرطان النقيلي، وعلى سبيل المثال يمكن أن ينمو سرطانُ الرئة على الطبقة الخارجية للرِّئة، ثمَّ ينمو على الأنسجة المجاورة مع مرور الوقت. تُسمَّى السرطاناتُ في الجسم حسبَ المكان الذي نشأت فيه، وهكذا يُدعى السرطان الذي نشأ في الثدي بسرطان الثدي حتى إذا انتشرَ إلى مناطقَ أخرى.
السّرطان والحمل
أكثر السرطانات حدوثاً في أثناء الحمل هي:
سرطان الثَّدي.
سرطان عنق الرَّحم.
اللِّمفوما.
الميلانوما.
سرطان الدَّرق.
سرطانُ الثَّدي هو أكثر أنواعِ السَّرطانِ حدوثاً خلالَ الحمل، ويوجدُ عند حوالي واحدة من كل 3000 إمراة حامل. يمكنُ أن تُصابَ الحواملُ بنوعٍ آخر من السَّرطان يُدعى ورم الأرومة الغاذية الحمليّة الذي يحدثُ عندما لا تتحوَّلُ البيضةُ الملقَّحة إلى جنين، وهو نادرُ الحدوث. قد لا يكونُ اكتشاف ورم الأرومة الغاذية الحمليّة سهلاً، فقد يبدو في مراحلِه الأولى كحملٍ عادي، لذلك يجبُ أن تراجعَ الحاملُ مقدِّمَ الرِّعايةِ الصحيّة عندما تشكو من نزف مهبلي، أو لا يتحرَّكُ جنينها في الوقتِ المتوقَّع. تستطيعُ الحاملُ المصابةُ بالسَّرطان إنجابَ طفلٍ سليم، إذ يندرُ أن يؤثِّرَ السَّرطانُ في نمو الجنين. إلا أنَّ بعض السَّرطانات قد تنتشرُ إلى المشيمة، وهي العضو الذي ينمو في أثناء الحمل ليطعمُ ويغذِّي الجنين. تماثلُ فرصةُ شفاءِ الحاملِ من السرطان عادةً فرصة شفاء المرأةِ غيرِ الحامل، إلا أنَّ تأخيرَ العلاج خلالَ الحمل قد يجعلُ السرطانَ أسوأ. تزيدُ الهرموناتُ التي يصنعها جسدُ المرأة في أثناء الحمل من انتشارِ أنواعٍ معيَّنة من السَّرطان. لذلك لابدَّ للحامل من سؤال مقدِّمِ الرِّعاية الصحيّة عن تأثير الحمل في السرطان المصابة به. لا تستطيعُ الخلايا السَّرطانية الانتقالَ إلى الطفل عبرَ حليب الثدي، غيرَ أنَّ مقدِّمي الرِّعاية الصحيّة يوصون النساءَ اللواتي يُعالجن من السرطان بعدمِ إرضاعِ أطفالهن من الثدي. قد تؤذي المعالجةُ الكيميائية والشعاعية الطفل، وقد تعبرُ أدوية المعالجة الكيميائية إلى الطفل عن طريق حليب الثدي.
التشخيص
يُشخَّصُ السَّرطانُ بالاعتماد على الفحوصات التي تُجرى حسب وجود أعراضٍ معينة، ويسألُ مقدِّمِ الرِّعايةِ الصحيّة المريضةَ عن التاريخ الطبّي الشّخصي، بالإضافة للتاريخ الطبي العائلي. سوف يجري مُقدّم الرّعاية الصحيّة فحصاً جسدياً للمريضة. وقد يجس مناطقَ من الجسم للتحقق من وجود كُتل أو تغيرات في لون الجلد أو حجم العضو، فقد تكون تلك التغيُّراتُ علامات على وجود السرطان. قد تساعدُ الفحوص المخبرية، كفحوصات البول والدَّم، مُقدّمَ الرّعاية الصحيّة على اكتشافِ علامات لوجود السرطان. قد تُجرى فحوصُ التصوير لتساعدَ مُقدّمَ الرّعاية الصحيّة على رؤية العظام والأعضاء الدَّاخلية بطريقة غير باضعة. إن لبعض فحوص التصوير هذه مخاطر ويمكن أن تكون ضارة للحمل. يشبهُ التصويرُ المقطعي المُحوسَب التصوير بالأشعة السينية، حيث يستخدمُ كلاهما إشعاعاً مؤيِّناً، إلَا أنَّ التصويرَ المقطعي المُحوسَب أكثرُ دقةً من الأشعة السينية في توضيح الأعضاء والبُنى الدَّاخلية، ممَّا يساعدُ على تشخيصِ السَّرطان أو تحديدِ انتشاره. يعدُّ إجراءُ التصوير المقطعي المُحوسَب للرأس أو الصدر آمناً خلال الحمل بشكلٍ عام، لأنَّ الجنينَ لا يتعرَّض مباشرةً للأشعة. وعند الإمكان، ترتدي النساءُ درعاً رصاصياً يغطي البطن لتأمين حماية إضافية خلال كلٍّ من التصوير بالأشعة السينية والتصوير المقطعي المحوسَب. هناك فحوصٌ أخرى تُعدُّ آمنةً خلال الحمل، لأنها لا تستخدم الإشعاع المؤيِّن ومنها:
الخزعة.
التصويرَ بالرنين المغناطيسي.
الأمواج فوق الصوتية.
قد يؤخِّرُ الحملُ تشخيصَ السرطان، لأنَّ بعض أعراضِ السَّرطان شائعة الحدوث خلالَ الحمل، مثلَ التطبُّل (النفخة المعوية) والصُّداع. كما يمكنُ ملاحظةُ تورُّمِ وإيلام الثدي في كل من سرطان الثَّدي والحمل. ويمكنُ أن يُظهرَ الحملُ وجودَ سرطاناتٍ غير مُكتَشَفة؛ فمثلاً يمكنُ لاختبارُ بابانيكولاو الذي يُجرى كجزء من الرِّعاية السَّابقة للولادة أن يكتشفَ سرطانَ عنق الرَّحم. يجبُ أن تفحصَ النساءُ الحواملُ أثداءَهن لتحرِّي سرطان الثدي. كما يجبُ أن تُجرى لهن فحوصٌ سريرية للثدي كجزءٍ من الرِّعاية السَّابقة للولادة والرعاية التالية للولادة. يمكنُ تغييرُ الطرق المستخدَمة لتحديدِ مرحلةِ السَّرطان لجعلِها أكثر أماناً للجنين، حيثُ يمكنُ تعديلُ الطرق المعيارية لإجراء فحوصات التصوير بحيثُ يتعرَّضُ الطفل لأقل كميةٍ من الإشعاع.
العلاج
يعتمدُ نوعُ العلاجِ المستخدم على:
نوع السرطان.
حجم وموقع الورم.
كما يعتمدُ نوعُ العلاجِ المستخدم على:
مرحلة المرض.
الحالة الصحِّية العامة للمريضة.
فيما إذا كان السرطان قد انتشر.
كما يعتمدُ علاجُ السرطان على ثلث الحمل الذي جرى تشخيصُه فيه، فقد يوصي مُقدّمو الرّعاية الصحيّة في ثلث الحملِ الأول بإنهاء الحمل ثمَّ علاجِ السرطان. قد يوصي مُقدِّمو الرّعاية الصحيّة في ثلث الحملِ الثاني بإجراء الجراحة لعلاج السَّرطان. يهدفُ مُقدِّمو الرّعاية الصحيّة في ثلث الحملِ الثالث إلى توليد الطفل بأسرع ما يمكن، ثمَّ البدء بعلاج السرطان. وقد يتضمَّنُ علاجُ السرطانِ:
الجراحة.
المعالجة الشُّعاعية.
المعالجة الكيميائية.
كما يمكن استخدامُ توليفة من العلاجات السابقة. تعتمدُ جراحة السَّرطان على موقعه. وفي غالب الحالات، يقومُ الجرَّاح باستئصال الورم وبعضَ الأنسجة المحيطة به، وتساعدُ إزالة الأنسجة المجاورة على الوقاية من نكس الورم. كما قد يزيلُ الجراح بعض العقد اللمفية المجاورة. المعالجةُ الشعاعية هي مُعالجة للسرطان تستخدمُ الأشعةَ السينية مرتفعةَ الطاقة أو أنواعاً أخرى من الأشعة لقتلِ الخلايا السرطانية أو منعها من النمو، وتعتمدُ طريقةُ إعطاء المعالجة الشعاعية على نوع ومرحلة السرطان المُعالَج. يمكن أن تُعطى المعالجة الكيميائية في مجرى الدم عن طريق الوريد أو عن طريق الفم. كما يمكن أن تُوضَعَ في منطقة محدَّدة من الجسم، ويعتمدُ نوعُ العلاج المستخدَم على نوع ومرحلة السرطان المُعالَج. لا يمكنُ إجراءُ المعالجة الكيميائية والمعالجة الشُّعاعية خلالَ الثلث الأول من الحملِ، لأنها ترفعُ خطرَ الإصابةِ بالتشوُّهات الولادية. يمكنُ أن تتضمَّن خيارات العلاج الأخرى لسرطان الثدي:
خزعة الثدي.
استئصال العقد اللمفية.
استئصال الثدي.
يعاني المصابون بالسرطان أو المرضى الذين تلقّوا علاجاً للسرطان من أعراضٍ أو آثارِ جانبية تؤثِّر في نوعية حياتهم، وتُدعَى الرعاية المُقدَّمةُ لهم لتساعدهم على التكيُّفِ مع هذه الأعراض أو الآثار الجانبية بالرِّعاية التَّلطيفية أو الدَّاعمة.
الخلاصة
يندرُ حدوثُ السرطان في أثناء الحمل، إلَّا أنَّه قد يحدثُ أحياناً. ونادراً ما يؤذي السَّرطانُ بحدِّ ذاته الطفلَ، وتكون بعضُ علاجات السَّرطان آمنة خلالَ الحمل. أكثر السرطانات حدوثاً في أثناء الحمل هي:
سرطان الثَّدي.
سرطان عنق الرَّحم.
اللِّمفوما.
الميلانوما.
سرطان الدَّرق.
تستطيعُ الحاملُ المصابةُ بالسَّرطان إنجابَ طفلٍ سليم، إذ يندرُ أن يؤثِّرَ السَّرطانُ في نموِّ الجنين، إلا أنَّ بعض السَّرطانات قد تنتشرُ إلى المشيمة. تماثلُ فرصةُ شفاءِ الحاملِ من السرطان عادةً فرصة شفاء المرأةِ غيرِ الحامل، إلا أنَّ تأخيرَ العلاج خلالَ الحمل قد يجعلُ السرطانَ أسوأ. يعتمدُ نوعُ العلاجِ المستخدم على:
نوع السرطان.
حجم وموقع الورم.
كما يعتمدُ نوعُ العلاجِ المستخدم على:
مرحلة المرض.
الحالة الصحِّية العامة للمريض.
فيما إذا كان السرطان قد انتشر.
كما يعتمدُ علاجُ السرطان على ثلث الحمل الذي جرى تشخيصُه فيه، فقد يوصي مُقدّمو الرّعاية الصحيّة في ثلث الحملِ الأول بإنهاء الحمل، ثمَّ علاجِ السرطان. قد يوصي مُقدِّمو الرّعاية الصحيّة في ثلث الحملِ الثاني بإجراء الجراحة لعلاج السَّرطان، أمَّا في ثلث الحملِ الثالث فيهدفُ مُقدّمو الرّعاية الصحيّة إلى توليد الطفل بأسرع ما يمكن، ثمَّ البدء بعلاج السرطان.
0 التعليقات:
إرسال تعليق