المَرارَةُ عُضوٌ على هيئة ثمرة الكُمَّثرى. وهي واقعةٌ تحت الكَبِد. تقوم المَرارَةُ بتخزين الصَّفراء، وهي سائل يصنعه الكَبِد من أجل هَضم الدُّهون. وعندما تقوم المَعِدَةُ والأمعاء بهضم الطعام، فإنَّ المَرارَة تطلق الصَّفراء من خلال أنبوب يدعى باسم "القناة الصَّفراوية المشتركة". إن هذه القناة تصل بين المَرارَة والكَبِد من جهة وبين الأمعاء الدقيقة من جهة أخرى. يعدُّ سرطانُ المَرارَة مرضاً نادراً. وهو أكثر شيوعاً لدى النساء ولدى سكان أمريكا الأصليين. ومن أعراضه: • اليَرَقان (اصفرار الجلد وبياض العينين). • ألم فوق المَعِدَة. • حُمَّى. • غَثَيان وتقيُّؤ. • تطبُّل وانتفاخ البطن. • ظهور كُتل في البطن. إنَّ تشخيصَ سرطان المَرارَة في مراحله الأولى أمرٌ صعب. ويكتشفه الأطبَّاء أحياناً عندما يقومون باستئصال المَرارَة لأسبابٍ أخرى. لكنَّ الأشخاصَ الذين تكون لديهم حصيات مرارية، نادراً ما يُصابون بسرطان المَرارَة. وبما أنَّ اكتشاف سرطان المَرارَة يكون متأخراً في أغلب الأحيان، فقد تكون معالجتُه صعبةً. ومن السُّبُل المتاحة للمعالجة الجراحة والمعالجة الكيميائية أو الشعاعية.
مقدِّمة
يعدُّ سرطانُ المَرارَة نوعاً نادراً جداً من أنواع السرطان. لكن نسبة الإصابة به لدى النساء تعادل نسبةَ الإصابة لدى الرجال مرَّتين. تكون فرصةُ الشفاء مرتفعة عندما يجري اكتشاف سرطان المَرارَة في مراحله الأولى. وقد تكون معالجةُ هذا السرطان صعبةً في مراحله المتقدِّمة. يساعد هذا البرنامجُ التثقيفي على تكوين فهمٍ أفضل عن طبيعة سرطان المَرارَة، وعن السُّبُل المتوفِّرة لمعالجته.
التشريح
المَرارَةُ عضوٌ على هيئة ثمرة الكمثرى. وهو واقعٌ تحت الكَبِد في الناحية العليا اليمنى من البطن. يصنع الكَبِدُ عصاراتٍ هضميةً خاصَّة تُدعى باسم "الصَّفراء". ويجري تخزينُ الكمِّية الفائضة من الصَّفراء في المَرارَة. عندما يتناول الإنسانُ طعاماً دسماً، فإنَّ المَرارَة تتقلَّص، فتطلق العصارة الصَّفراء في قناة تُدعى باسم "القناة المرارية". وبعدَ ذلك، تجري الصَّفراءُ من القناة المرارية إلى الأمعاء الدقيقة من خلال القناة الصَّفراوية المشتركة. تساعد الصَّفراءُ على عملية الهضم التي تجري داخل الأمعاء الدقيقة. عندَ استئصال المَرارَة جراحياً، يظل الجسم قادراً على هضم الطعام حتى من غير تخزين الصَّفراء، لأنَّ الكَبِد يظل قادراً على إفراغ الصَّفراء في الأمعاء الدقيقة.
سرطانُ المَرارَة
يتألَّف الجسمُ من خلايا صغيرة جداً. تنمو خلايا الجسم الطبيعية وتموت على نحوٍ مضبوط. في بعض الأحيان، تواصل الخلايا انقسامَها ونموَّها على نحوٍ غير مضبوط، ممَّا يسبِّب نمواً شاذاً يدعى باسم "وَرَم". إذا كان الوَرَمُ لا يغزو الأنسجة الأخرى في الجسم، فهو يُدعى باسم "الوَرَم الحميد"، أي أنه نموٌّ غير سَرَطاني. إنَّ الأورام الحميدة غير خطيرة على الحياة عادةً. إذا قام الوَرَمُ بغزو الأنسجة القريبة والأجزاء القريبة من الجسم، فهو يدعى "وَرَماً خبيثاً"، أو سَرَطاناً. تنتشر الخلايا السَّرَطانية إلى أجزاء مختلفة من الجسم من خلال الأوعية الدموية والقنوات اللِّمفيَّة. اللمفُ هو سائلٌ رائق شفاف ينتجه الجسم ليقوم بإزالة الفضلات من الخلايا. وهو ينتقل عبرَ أوعية خاصة وعبر أجسامٍ على شكل حبات الفاصولياء تُدعى باسم العُقد اللِّمفيَّة. يُدعى السَّرَطانُ الذي ينتقل من أحد أنسجة الجسم إلى أجزاء أخرى من الجسم باسم "سَرَطان نَقِيلي"؛ فعلى سبيل المثال، يُمكن أن ينشأ ورم في المَرارَة، ثم ينمو عبر جدارها الخارجي ليصل إلى الأعضاء القريبة منها بعد فترة من الزمن. تُطلق أسماء على السَّرَطانات التي تنشأ في الجسم، وذلك اعتماداً على مكان نشوء هذا السَّرَطان. إن السَّرَطان الذي ينشأ في المَرارَة أوَّلاً يُدعى باسم سَرَطان المَرارَة دائماً، حتَّى إذا انتقل إلى أماكن أخرى.
عواملُ الخطورة
يكون تحديدُ السبب الدقيق للسَرَطان عند مريضٍ بعينه أمراً غير ممكن عادة. لكنَّنا نعرف ما يسبب السَّرَطان بشكلٍ عام. ويعرف الأطباء أيضاً العوامل التي يُمكن أن تزيدَ من احتمالات الإصابة بالسَّرَطان. تُدعى هذه العوامل باسم "عوامل الخطورة". تُعدُّ مخاطرُ إصابة النساء بسرطان المَرارَة مرتفعة نسبياً. والمرأةُ معرَّضة أكثر من الرجل بمرتين للإصابة بسرطان المَرارَة. إنَّ الأمريكيين الأصليين معرَّضون أكثر من غيرهم للإصابة بسرطان المَرارَة. يزداد خطرُ الإصابة بسرطان المَرارَة مع التقدُّم في السن. يزداد خطرُ الإصابة بسرطان المَرارَة إذا كان الشخص مصاباً بأمراض أخرى في المَرارَة، وذلك من قبيل وجود الحصيات المرارية مثلاً. لكن احتمال الإصابة بسرطان المَرارَة يظل شديدَ الانخفاض حتى لدى الأشخاص الذين أُصيبوا في السابق بأمراضٍ مرارية. لا يُصاب كلُّ من لديه عوامل خطورة مرتفعة متعلِّقة بسرطان المَرارَة بهذا المرض. وهناك أشخاصٌ ليست لديهم عوامل خطورة، لكنَّهم يُصابون بسرطان المَرارَة.
الأعراض
الأعراضُ الشائعة لسرطان المَرارَة هي:
اليرقان، وهو اصفرار لون الجلد وبياض العينين.
ألم فوق المَعِدَة.
حمَّى.
غثيان وتقيُّؤ.
نفخة بطنيَّة.
وهناك أعراضٌ شائعة أخرى لسرطان المَرارَة أيضاً:
ظهور كتل في البطن.
فقدانٌ غير طبيعي للوزن.
فقدانٌ للشهية.
إحساسٌ بالتنميل والوخز في مختلف أنحاء الجسم.
قد لا تكون هذه الأعراضُ ناتجةً عن سرطان المَرارَة بالضرورة. لذلك، يجب الحرصُ على مراجعة الطبيب لمعرفة سبب الأعراض التي تظهر لدى المريض.
التشخيص
الطريقةُ الأفضل لمعالجة سرطان المَرارَة هي اكتشافه في وقتٍ مبكِّرٍ جداً. لكنَّ اكتشافَ سرطان المَرارَة في وقتٍ مبكر أمرٌ صعب. إذا ظهرت أعراضُ سرطان المَرارَة لدى المريض، فإنَّ الطبيب يحاول معرفةَ ما إذا كانت هذه الأعراض ناتجةً عن سرطان المَرارَة فعلاً أو أنها ناتجةٌ عن أسبابٍ أخرى. يسأل الطبيبُ المريضَ عن التاريخ المرضي للأسرة، إضافةً إلى تاريخه المرضي الشخصي. كما يجري الطبيبُ أيضاً فحصاً جسدياً للمريض. يمكن أن يستخدمَ الطبيبُ الأمواجَ فوق الصوتية من أجل تشخيص سرطان المَرارَة. وتعتمد الأمواجُ فوق الصوتية على إطلاق أمواج صوتية خاصَّة من أجل تكوين صور لباطن الجسم. يمكن أن يجري الطبيبُ أيضاً اختباراتٍ دموية للتحقُّق من حسن عمل الكَبِد. إنَّ سرطانَ المَرارَة يمكن أن يسبب مشكلاتٍ كَبِديةً في بعض الأحيان. وهناك اختباراتٌ دموية أخرى يمكن استخدامُها من أجل التحقُّق من مستويات بعض المواد الأخرى التي يمكن أن تشيرَ إلى الإصابة بسرطان المَرارَة. يمكن إظهارُ الأورام باستخدام التصوير الطبقي المحوري، أو التصوير المقطعي المحوسب. وقد يُعطى المريضُ مادَّةً تباينية عن طريق الفم أو عن طريق الحقن، وذلك لتسهيل رؤية المناطق غير الطبيعية. إنَّ التصويرَ الشعاعي للصدر الذي يُظهِر أعضاء الجسم وعظامَه مفيدٌ أيضاً في اكتشاف انتشار سرطان المَرارَة. يمكن أيضاً استخدامُ التصوير بالرنين المغناطيسي للحصول على صور تفصيلية لمناطق في داخل الجسم. ومن الممكن أن يجري حقنُ مرارة المريض بمادَّة صباغية حتى تظهرَ القنواتُ بشكلٍ أفضل. كما يمكن أيضاً أن يجري حقن المادة الصباغية عبر الوريد. هناك إجراءٌ يُدعى باسم "التصوير بالتنظير الباطني بالطريق الراجع". وهو يُستخدم من أجل التصوير الشعاعي للقنوات. يستطيع هذا التصويرُ إظهارَ أيِّ تضيُّق أو انسداد في قنوات المَرارَة. يجري إدخالُ أنبوب دقيق مُضاء عبر فم المريض نزولاً حتَّى الوصول إلى الأمعاء الدقيقة. ويجري حقنُ مادة صباغية من خلال قثطرة. وبعد ذلك يجري التصوير باستخدام الأشعة السينية. هناك إجراءٌ يدعى باسم "توسيع الوعاء خلال الجلد"، وهو إجراءٌ يستخدم تصوير الكَبِد والقناة الصَّفراوية باستخدام الأشعة السينية. يجري إدخالُ إبرة دقيقة عبر الجلد حتى تصلَ إلى الكَبِد. وبعد ذلك يجري حقن مادة في الكَبِد، ثم يجري التقاطُ الصورة الشعاعية. لابدَّ من أخذ خَزعَة في حالة الإصابة بسرطان المَرارَة. والخَزعَةُ هي استخلاص بعض الخلايا أو أجزاء النسيج من أجل فحصها في مختبر التشريح المرضي. يقوم طبيبُ التشريح المرضي بفحص النسيج تحت المجهر بحثاً عن الخلايا السرطانية. وتعدُّ الخَزعَةُ الطريقةَ المؤكَّدة الوحيدة للتأكُّد من وجود الخلايا السرطانية. إنَّ تنظيرَ البطن إجراءٌ جراحي يمكن اللجوء إليه من أجل رؤية الأعضاء في داخل البطن. يجري الطبيبُ شقاً جراحياً صغيراً في البطن، ويقوم بإدخال أنبوب دقيق مضاء عبر هذا الشق. ومن الممكن أيضاً أن يجري في أثناء التنظير أخذُ خَزعَة من أجل التشريح المرضي.
تحديدُ مراحل سرطان المَرارَة
يحدد الطبيبُ المرحلةَ التي بلغها تطوُّر سرطان المَرارَة لدى المريض. إنَّ تحديدَ المراحل محاولةٌ من أجل معرفة ما إذا كان السرطان قد انتشر، ومعرفةُ أجزاء الجسم التي انتشر إليها السرطان في حال انتشاره فعلاً. يجري تحديدُ المراحل عادةً باستخدام أرقام من 1 إلى 4. يشير الرقمُ المنخفض إلى أنَّ السرطانَ ما زال في مراحله الأولى. إنَّ تحديد المراحل أمرٌ مفيد من أجل تقرير الطريقة الأفضل للمعالجة. عندَ تحديد المرحلة التي بلغها سرطان المَرارَة، يسعى الطبيبُ إلى معرفة ما يلي:
مدى عمق الإصابة السرطانية في جدار المَرارَة.
هل بدأ السرطان يغزو الأنسجة المجاورة؟
هل انتشر السرطان؟ وإذا كان قد انتشر، فإلى أيَّة أجزاءٍ من الجسم؟
تجرى الإجراءات التي تهدف إلى تحديد المرحلة التي بلغها السرطان في أثناء القيام بالإجراءات التشخيصية عادةً، لأنَّ الفحوص والاختبارات التي يستخدمها الطبيبُ في التشخيص يمكن أن تجعله يعرف المرحلة التي بلغها السرطان أيضاً.
المعالجةُ والرعاية الداعمة
يعتمد نوعُ المعالجة على حجم السرطان وموقعه، وكذلك على المرحلة التي بلغها وعلى الحالة الصحية العامة للمريض. قد تتضمَّن معالجةُ سرطان المَرارَة الجراحة والمعالجة الشعاعية والمعالجة الكيميائية، أو أي مزيجٍ من هذه الطرق المختلفة. قد تجري معالجةُ سرطان المَرارَة باللجوء إلى استئصال المَرارَة. إن استئصال المَرارَة عمليةٌ جراحية تهدف إلى إزالة المَرارَة كلها، إضافةً إلى بعض الأنسجة المحيطة بها. وقد تجري كذلك إزالة العقد اللمفيَّة المجاورة. إذا كان السرطانُ قد انتشر وصارت إزالته غير ممكنة، فهناك خياراتٌ جراحية ملطِّفة يمكن اللجوء إليها. تستخدم الجراحة الملطِّفة من أجل تخفيف الأعراض. تستخدم المعالجةُ الشعاعية أشعَّةً عالية الطاقة من أجل قتل الخلايا السرطانية ومنعها من النمو والانتشار. تأتي الأشعةُ في المعالجة الشعاعية الخارجية من خلال آلة تقوم بتوجيه الأشعَّة إلى مناطق محدَّدة في الجسم. تستخدم المعالجةُ الشعاعية الداخلية سوائل مشعَّة من أجل معالجة مناطق محددة في الجسم. يجري هذا من خلال وضع هذه السوائل في إبر أو "حبوب" أو أسلاك أو قثاطر، ثم وضعها داخل الجسم بالقرب من مكان السرطان. يمكن استخدامُ المعالجة الكيميائية بعد الجراحة، وذلك بالتشارك مع المعالجة الشعاعية، أو على نحوٍ مستقل. والمعالجةُ الكيميائية هي استخدامُ أدوية تقتل الخلايا السرطانية. يجري تناولُ هذه الأدوية عن طريق الفم أو عن طريق الحقن في الوريد. تدخل الأدوية مجرى الدم، وتستهدف الخلايا السرطانية في أي مكانٍ في الجسم. من الممكن أحياناً أن يجري استخدامُ المعالجة الكيميائية والمعالجة الشعاعية معاً. ومن الممكن الاكتفاء بهذين النوعين من المعالجة، كما يمكن اللجوءُ إليهما قبل الجراحة أو بعدها. هناك تجارب سريرية كثيرة متوفِّرة من أجل الأشخاص المصابين بسرطان المَرارَة. والتجاربُ السريرية هي إجراءات تهدف إلى اختبار أساليب ومعالجات طبِّية جديدة. من الممكن أن يؤدِّي سرطانُ المَرارَة والطرق المستخدمة في معالجته إلى نشوء مشكلات صحِّية أخرى. ومن المهم أن يتلقى المريض رعايةً داعمة قبل معالجة السرطان وخلال هذه المعالجة وبعدها أيضاً. والمعالجةُ الداعمة هي معالجةٌ تهدف إلى ضبط الأعراض وإلى تخفيف الآثار الجانبية للمعالجة المستخدمة، وكذلك إلى مساعدة المريض في التعايش مع انفعالاته. كما تهدف المعالجةُ الداعمة أيضاً إلى التعامل مع الألم الذي يرتبط بمرض السرطان وبطرق معالجته. يمكن أن يقترح الطبيب، أو اختصاصي الألم، طرقاً مناسبةً للتخلُّص من الألم أو لتخفيفه.
الخلاصة
لا يعدُّ سرطانُ المَرارَة نوعاً واسع الانتشار من أنواع السرطان. لكن النساء أكثر تعرُّضاً بمرَّتين من الرجال للإصابة بهذا السرطان. تزداد فرصُ الشفاء عندما يجري اكتشافُ سرطان المَرارَة في مراحله الأولى. لكنَّ معالجةَ هذا السرطان يمكن أن تكون صعبة في المراحل المتأخرة. وتشمل طرقُ المعالجة المتوفِّرة لسرطان المَرارَة الجراحة والمعالجة الشعاعية والمعالجة الكيميائية عادةً، أو أي مزيج من هذه الطرق المختلفة. يكون سرطانُ المَرارَة أكثر قابليةً للمعالجة في مراحله الأولى. وقد أدت الأبحاثُ الطبِّية إلى تطوُّراتٍ تساعد المرضى على العيش مدةً أطول. ويستمر البحثُ للعثور على طرق أفضل للعناية بالأشخاص المصابين بسرطان المَرارَة.
1 التعليقات:
هو مريض سرطان المراره نسبه شفائه بتبقي قليله وعاده بيموت ولا بيقدر يخف عادى ويرجع لحياته الطبيعيه
إرسال تعليق