الأربعاء، 7 نوفمبر 2018

الصيام علاج محتمل لمرض التصلب المتعدد




الصيام علاج محتمل لمرض التصلب المتعدد
أشارت دراسة على فئران التجارب أُتبعت بدراسة علي البشر إلى أن الصيام من الممكن أن يكون علاج مبشر لأمراض المناعة الذاتية، حيث تم اتباع حمية محاكية للصيام ووُجد أنها تقوم بتنشيط عملية التخلص من الخلايا السيئة وعملية توليد خلايا صحية جديدة، حيث أشارت الأدلة إلى أن محاكاة الصيام قد يكون له فوائد صحية أخرى غير فقدان الوزن، حيث تشير الدراسة التي أقيمت في جامعة جنوب كاليفورنيا «USC» أنه من الممكن أن يقلل الصيام من أعراض مرض التصلب المتعدد، حيث اكتشف العلماء أن هذه الحمية المحاكية للصيام تنشط عمليات موت وتكوين بعض الخلايا، والتي يبدو أن لها دور مهم في عمليات بناء الجسم.

وقال البروفيسور فالتر لنجو «Valter Longo» المؤلف الرئيسي في الدراسة ومدير معهد طول العمر في مدرسة ديفيس لعلوم الشيخوخة في جامعة جنوب كاليفورنيا «USC Longevity Institute at the Davis School of Gerontology» أن الكورتيزون يُنتج أثناء الصيام وهو ما يحفز عملية قتل خلايا المناعة الذاتية الضارة ويؤدي لتكوين خلايا جديدة صحية. تضمنت هذه الدراسة تجارب على فئران وبشر يعانون من التصلب المتعدد، وتم نشرها في موقع 1 «Cell».

التصلب اللويحي أو التصلب المتعدد «Multiple Sclerosis»: هو مرض من أمراض المناعة الذاتية يصيب بشكل رئيسي الشباب ويتميز بتدمير الميالين في الجهاز العصبي المركزي2.

هذا المرض العصبي يصيب 350000 أمريكي تقريبًا، طبقًا للمعهد الأمريكي القومي للأمراض العصبية والسكتة الدماغية. وتتراوح أعراض المرض من تشوش الرؤية للشلل.

هذه هي النتائج الجديدة لدراسات يقوم بها نفس المعهد في الجامعة، والتي أظهرت أن دورات حمية غذائية محاكية للصيام ولكن أقصر في المدة، عندما تقترن بعلاج للسرطان، تحمي الخلايا السليمة بينما تضعف من الخلايا السرطانية. وفي دراسة منفصلة تم نشرها العام الماضي، وجد المعمل أن الحمية تقلل الدهون في البطن وتقلل من علامات تقدم العمر والأمراض، سواء في الفئران أو البشر.

وقال لنجو أنهم بدأوا هذه الدراسة لتساؤلهم إن كانت الحمية تنشط قتل الخلايا المناعية الضارة وتقوم بتحفيز الخلايا الجذعية، فهل من الممكن أنها تقتل الخلايا الضارة وتقوم بتحفيز تكوين خلايا صحية جيدة.

تفاصيل الدراسة:

في الجزء الأول من الدراسة قام الباحثون بوضع مجموعة من الفئران تعاني من أمراض المناعة الذاتية تحت حمية غذائية تحاكي الصيام لمدة ثلاثة أيام كل سبعة أيام وقاموا بتكرير هذه الدورة ثلاثة مرات. وتم وضع مجموعة أخرى تحت نظام غذائي قياسي. أظهرت النتائج أن الأعراض قد قلت في المجموعة الأولى وقال الباحثون أن نسبة 20% من الحيوانات قد تعافت تمامًا.

وباختبار الفئران وجد الباحثون أن انخفاض الأعراض يعذى إلى تحسن في الصحة، مثل ارتفاع مستوى هرمون الستيرويد والكورتيزون اللذان ينتجان بواسطة الغدة الكظرية للتحكم في عملية التمثيل الغذائي، وأيضًا انخفضت الالتهابات، ووجدوا أيضًا أن هناك تحسن في خلايا الدم البيضاء «T cells» المسئولة عن المناعة.

وأخيرًا، وجد الباحثون أن هذه الحمية تحفز تجديد الغلاف العصبي المكون من البروتينات والدهون، والذي يقوم بعزل الألياف العصبية في المخ والعمود الفقري. هذا الغلاف يتم تدميره بالمناعة الذاتية. هذا الغلاف له دور مهم في توصيل الإشارات العصبية خلال الجهاز العصبي، وفي حالة المرضى المصابين بالتصلب المتعدد تقوم خلايا «T cells» بمهاجمة هذا الغلاف وتدمر الألياف العصبية. إيقاف عملية التدمير هذه وحث عملية إعادة بناء نسيج صحي لهما دور هام في إبطاء نمو هذه الأمراض، ويبدو أن الصيام بصفة دورية يقوم بحث هاتين العمليتين.

وأضاف لنجو أن هذه الحمية تؤدي لقتل الخلايا المناعية الضارة، وعندما تعود الفئران للغذاء العادي يتم تكوين خلايا مناعية صحية كما تتجدد الخلايا المنتجة للغلاف العصبي، مما يسمح لنسبة من الفئران الوصول لمرحلة الشفاء التام.

كما قام الباحثون أيضًا باختبار أمان وفاعلية هذه الحمية على أشخاص مصابين بمرض التصلب المتعدد من خلال دراسة على 60 من المصابين بالمرض. قاد هذه الدراسة «ماركوس بوك Markus Bock» في مستشفى جامعة شارتي «Charite University Hospital» في برلين حيث تم وضع 18 مريضًا تحت الحمية لدورة امتدت سبعة أيام، بعد ذلك تم وضعهم تحت حمية البحر الأبيض المتوسط لمدة ستة شهور، أيضًا تم وضع 12 مريضًا تحت نظام غذائي مراقب، و18 آخرين تحت حمية غذائية عالية الدهن «Ketogenic diet».

في المجموعة الأولى، التي اتبعت حمية الصيام ثم حمية البحر الأبيض المتوسط، والمجموعة التي اتبعت الحمية عالية الدهن كلتاهما أظهرتا تحسنًا في الصحة الجسدية والعقلية، ولكن أشار الباحثون أن هذه الدراسة محدودة؛ لأنها لم تختبر إذا كان هذا التحسن بسبب حمية البحر الأبيض المتوسط فقط أم لا، كما لم تتضمن تحليلًا لوظائف المناعة والتصوير الوظيفي بالرنين المغناطيسي.

وقال لنجو أن هذه النتائج تتطلب فحوصات أكثر، ويجب على الباحثين أن يحددوا ما إذا كان هذا النظام الغذائي المحاكي للصيام من الممكن أن يساعد من يعانون من أمراض المناعة الذاتية، وأن يتم اختبار فاعلية هذه الحمية في تجارب أكبر. وأضاف لنجو أن بعض الحميات المشابهة وُجد أنها آمنة في التجارب، وأنه يعتقد أن مرضى المناعة الذاتية الذين لا يجدون حلولًا فعالة يجب أن يستشيروا طبيبهم حول إمكانية اتباعهم لهذه الحمية، أو أن ينضموا لتجارب تختبر أثر هذه الحمية على أمراض المناعة الذاتية، كما أنه سمع ردودًا إيجابية من المرضى الذين اتبعوا هذه الحمية! وأنهى قائلًا «نحن متفائلون، ولكن ما لا نريده هو أن يحاول أحد اتباع هذه الحمية في المنزل دون تدخل المختص أو دون أن يفهم أن تجارب أخرى أكبر هي ضرورية لتأكيد أن هذه الحمية يمكن اعتبارها كعلاج للتصلب المتعدد أو أمراض المناعة الذاتية الأخرى1 .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

حمية عالية الدهن Ketogenic Diet:

هي حمية غذائية يتناول فيها الشخص نسبة عالية من الدهون ونسبة قليلة من الكربوهيدرات. هذه الحمية توفر كمية كافية من البروتين للنمو ولكنها لا توفر كمية كافية من الكربوهيدرات لاحتياجات الجسم من الطاقة، حيث يحصل الجسم على 80% - 90% من احتياجاته من الطاقة من الدهون بينما يحصل على الباقي من البروتينات3.

حمية البحر الأبيض المتوسط Mediterranean Diet:

هو نظام غذائي خاص بمنطقة البحر المتوسط يتميز بزيادة نسبة الفواكه والخضروات والحبوب والخبز والبطاطس والدواجن والفاصوليا والمكسرات وزيت الزيتون والسمك، بينما يقل استهلاك اللحم الأحمر مع كميات قليلة من الكحول 4.












0 التعليقات:

إرسال تعليق

خبير الاعشاب والتغذية العلاجية

المواضيع الاكثر تصفحا هذا الاسبوع

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More